فيلم (تذكرة إلى الفردوس) ثقافة تسلية ممتعة
خاص
في الحرب ضد المفاهيم أطيح بمفهوم التسلية كثقافة شعبية ممتعة وضروريه، وأسقطت تسليتنا وخاصة في الفنون الدرامية في فخ (التفاهه) المدمر للمتلقي و للفن معاً، وهذا ما تجنبته أو تحاول أن تتجنبه فنون المجتمعات المتقدمة بالحفاظ على التسلية كفن ثقافي شعبي ممتع وضروري لشرائح واسعة من الجمهور، خاصة في إطار تعقد وارتباك الحياة وظروفها. ويشكل فيلم (تذكرة إلى الفردوس) احد نماذج التسلية الفنية الجذابة المعبرة عن هذا الاتجاه الثقافي الشعبي.
فيلم تذكرة إلى الفردوس يحتل هذه الأيام الصدارة في المشاهدة على منصات التدفق الرقمي وفي الصالات حول العالم. وهو من تأليف وإخراج (أول بايكر) وإنتاج العام 2022. ومن أهم عوامل رواجه و انتشاره اعتماده على النجمين العالميين (جورج كلوني) و(جوليا روبرتس) اللذين سبق لهما أن تشاركا في خمسة أفلام ناجحة. وطبعاً جاء تصنيف الفيلم ككوميدية رومانسية ليضفي عليه جاذبية شعبية إضافية. ومن ينظر للملصق الخاص به يلاحظ أن فلسفة الفيلم تقوم على (المرح في مواجهة المشكلات).
الإنطباع من الملصق يخبرك أن الفيلم سيأخذك إلى رحلة ملونة وجميلة . . . ومبتسمة، وهذا ما زاد جاذبيته ورواجه. وهذا ما أوضح طبيعته وهي التسلية التي يقدمها كثقافة معتمدة على المرح والرومانسية.
رغم أن القصة بسيطة. مطلقان منذ خمسة و عشرين عاماً (جورجيا) و (ديفيد) ما زالا على نفس الجدال والمناوشات الكلامية. لكنهما عندما يعلمان أن إبنتهم التي سافرت إلى جزيرة بالي في أجازة، بعد تخرجها محاميه، تريد الزواج بسرعة من شاب قابلته على الجزيرة لتوها. عندما يسمعان هذا الخبر يتفقان أن يوقفا خلافاتهما كي يمنعا إبنتهما من إرتكاب نفس الخطأ الذي أرتكباه بزواجهما. فيقصدان الجزيرة لحضور الزفاف وهما بالحقيقة يريدان إفساده ومنع ابنتهما من الزواج المتسرع. مناوشات ديفيد وجورجيا المتناوبة وصراعاتهما حتى وهما يمثلان التوافق، إضافة إلى اختلاف الطبائع بين مجتمعهما ومجتمع جزيرة بالي واهل العريس والصراع الخفي لمنع الزواج تحت ستار الموافقة عليه، كل ذلك خلق مواقف كوميدية طريفة حملت قصة رومانسيةعن حب الشابين، وقدم في تضاعيف الكوميديا والرومانسية ثقافة سلسة طرية هانئة.
أهم مكونات الثقافة التي قدمها الفيلم جاذبيته الفنية والمتعة الجمالية المتولدة من المشاهد الجميلة للجزيرة و في الأفكار، فقد مرر الفيلم أنه بينما يظن الآباء أنهم يعلمون أبناءهم الحياة يكتشفون أن أبناؤهم هم من يعلمهم ، كما تعلم الأبوان دايفيد و جوليا من حب أبنتهما و زواجها و عادا لرابطتهم الزوجية بعد طلاق استمر عشرين عاماً. كما قدم الأداءالمبهرلكل من جورج كلوني وجوليا روبرتس، إضافة إلى أن الفيلم يمرر رسائل حول الزواج الناجح و التي جعلها الفيلم في ثلاثة عوامل : الأشخاص المناسبين لبعضهم، و الوقت المناسب للزواج، و الظروف المناسبة لهذا الزواج.
في فيلم (تذكرة إلى الفردوس) حصة فنيه مرحة جميلة ممتعة جذابة، و أهم ما فيها أنها بسيطة سلسة طرية منعشة. وهذا بالضبط جوهر ثقافة التسلية الذي نفتقده بشدة ونحتاجه بقوة، ولا نقدره حق قدره.
