قصة حب مصرية … الأقدم في التاريخ (مارسيل نصر)

 

مارسيل نصر

اكتشف باحثون رسماً جدارياً في مقبرة عائلة فرعونية في الجيزة، يظهر فيه رجل وامرأة ووضعت المرأة يدها على كتف الرجل، ما اعتبره المتخصصون دلالة على قصة حب جمعت بينهما. ويعود عمر المقبرة إلى 4400 سنة، ما يجعل الرسم يمثل أقدم قصة حب تمكنت البشرية من الاحتفاظ بمؤشر ملموس واحد يرمز إليها.
ونجح علماء في فك رموز اللوحة الجدارية التي تعود إلى الفترة التي بدأ فيها بناء أهرامات الجيزة، فتوصلوا إلى أن الرجل واسمه كاهاي كان يعمل مغنياً في بلاط أحد الفراعنة وأن اسم زوجته ميريتيتيس وهي كاهنة.
كما اكتشف المتخصصون أن الأصباغ التي استخدمت لتلوين اللوحة من نوع نادر. وتصور اللوحة السيدة في لباس ضيق يكشف شيئاً من صدرها، بينما زوجها يرتدي لباساً من جلد النمر.
وتعكس اللوحة حالاً من الرومانسية جمعت بين الزوجين، إذ إن المرأة كانت تضع إحدى يديها على كتف رجلها، فيما كان ينظر كل منهما في عيني الآخر.
وأعلن وزير الدولة لشؤون الآثار المصرية الدكتور محمد إبراهيم اكتشاف مقبرة رئيس المخازن وصانعي الجعة للرمز «موت» في عصر الرعامسة، ويدعى «خونسو – أم – حب»، في منطقة الخوخة في جبانة طيبة في البر الغربي لمدينة الأقصر.
ولفت إبراهيم إلى أن الكشف الذي حققته بعثة جامعة «واسيدا» اليابانية يعد مهماً، نظراً إلى ما تحمله جدران المقبرة من رسوم ونقــــوش متنوعة تتميز بروعة تصميماتها وألوانها، وتعكس الكثير من تفاصيل الحياة اليومية وطبيعة علاقة الزوج بزوجته وأبنائه في العصور المصرية القديمة وما اعتادوا على ممارسته من الطقوس الدينية.
وأوضح إبراهيم أن «المقبرة المكتشفة تزخر بالعديد من النقوش التي تزين غالبية جدرانها، وتجمع صاحب المقبرة بزوجته (موت – ام – حب) وابنته (ايس – ات – خا) اللتين حملتا لقب مغنية «موت»، يقفون جميعاً ليقدموا القرابين للرموز.
كما تسجل أحدى النقوش على الجدران منظراً لأشخاص مصطفّين في خشوع أمام أحد الطقوس الدينية الجنائزية الشهيرة في العصور الفرعونية والمعروفة بطقس «فتح الفم»، بينما يحمل إحد الجدران نقشاً لصاحب المقبرة وزوجته، وهما يتعبّدان.
كما يتجمل سقف المقبرة المكتشفة بالعديد من الزخارف الهندسية مرسومة بعناية، وكذلك نقوش في غاية الدقة والجمال، من بينها نقش في المنتصف يمثل مركب «الشمس» وإلى جانبه تعويذة رمز الشمس، وأمامهما صاحب المقبرة متعبّداً وخاشعاً.
وأعطى وزير الآثار تعليماته بضرورة تشديد الحراسة على المقبرة وتأمينها حتى الانتهاء من استكمال الكشف عن كل عناصرها المعمارية، ووضع خطــة لترميمها وتأهيلها لافتتاحها أمام السياحة المحلية والعالمية. وذلك في إطــــار خطة وزارة الآثار لافتتاح معالـــم أثرية جديدة تعمل على تنشيط حركة السياحة الوافدة لمصر.
وقال رئيس بعثة جامعة «واسيدا» جيرو كوندو إن المقبرة كُشف عنها أثناء أعمال التنظيف التي تجريها البعثة للفناء الأمامي للمقبرة الرقم TT.47، والخاصة بأحد كبار رجال الدولة في عهد الملك أمنحوتب الثالث، مشيراً إلى أن المقبرة المكتشفة شيدت على شكل حرف T، كما أنها متصلة بمقبرة غير مكتملة لشخص يدعى حون.

صحيفة الحياة اللندنية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى