تحليلات سياسيةسلايد

“قمّة النقب” بمُشاركة عربيّة وأمريكيّة

“قمّة النقب” بمُشاركة عربيّة وأمريكيّة…يُشدّد كبار السياسيين والإعلاميين والخبراء والمُحلِّلين على أنّ كيان الاحتلال تحوّل إلى قوّةٍ إقليميّةٍ بفضل تشعّب علاقاته في الفترة الأخيرة مع الدول العربيّة، التي تُسّمى بحسب المعجم الصهيونيّ بالدول العربيّة السُنيّة المُعتدِلة، وفي هذا السياق قال سفير تل أبيب الأسبق في القاهرة، يتسحاق ليفانون، إنّ قمّة شرم الشيخ التي جمعت الرئيس المصريّ عبد الفتّاح السيسي ووليّ عهد الإمارات محمد بن زايد، ورئيس وزراء الكيان، نفتالي بينيت، أكّدت كلّ مَنْ في رأسه عينان أنّ “إسرائيل باتت قوّةً إقليميّة يبحث عنها الجميع، بغضّ النظر عن الزعيم الذي يقودها”، على حدّ تعبيره.

ولفت التلفزيون العبريّ ليلة أمس السبت إلى أنّه بعد خمسة أيّامٍ من انعقاد قمّة شرم الشيخ، التي ركّزت على توقيع الاتفاق النوويّ مع إيران ومعارضة مصر والإمارات وإسرائيل لهذه الخطوة وتوجيه رسالة غضبٍ لواشنطن، لفت إلى أنّ دولة الاحتلال تستضيف اليوم الأحد وغدًا الاثنيْن، قمّةً أخرى، تؤكِّد قوّة الكيان في الساحة الإقليميّة.

وأوضح أنّ القمّة، التي أُطلِق عليها اسم “قمّة النقب”، ستُعقد بمُشاركة وزير الخارجيّة الأمريكيّة، أنتوني بلينكين، وزير خارجيّة الإمارات، عبد الله بن زايد، وزير خارجية المغرب، ناصر بوريطة، ووزير خارجية البحرين، عب اللطيف الزيّاني.

وشدّدّت المصادر في تل أبيب على أنّ مصر أكّدت مشاركة وزير خارجيتها سامح شكري، بعد تلقّيه دعوةً رسميّةً من وزير خارجيّة الكيان، يائير لبيد، في حين أنّ الأردن يميل لرفض الدعوة التي تلّقاها من تل أبيب لمُشاركة الوزير أيمن الصفدي، وذلك لأنّ العاهل الأردنيّ، الملك عبد الله الثاني، سيزور يوم غدٍ الاثنين رام الله حيثُ سيجتمع هناك إلى رئيس السلطة الفلسطينيّة، محمود عبّاس، ومن أجل عدم استباق زيارة الملك عبد الله فإنّ الصفدي “تنازل” عن المُشاركة في “قمّة النقب”، كما أكّدت المصادر السياسيّة الرفيعة في كلٍّ من عمّان وتل أبيب.

المصادر في كيان الاحتلال أكّدت أنّ القضية الرئيسيّة التي سيتّم بحثها في القمّة اليوم وغدًا هي الاتفاق النوويّ المُزمع التوقيع عليه بين الدول العظمى وإيران، بالإضافة إلى موضوع تزويد الطاقة والتعاون بين هذه الدول في هذه القضيّة.

وكان لافِتًا للغاية أنّ قادة كيان الاحتلال قرّروا عقد القمّة في النقب، بعد أٌّقّل من أسبوعٍ على تنفيذ شابٍ فلسطينيٍّ من النقب عمليةً في بئر السبع أسفرت عن مقتل أربعة إسرائيليين وإصابة آخرين بجراح، وفي الوقت الذي تستغِّل دولة الاحتلال العملية لزيادة التحريض على عرب الداخل المُحتّل، أوْ عرب الـ48.

والأدهى من ذلك، كما نقلت صحيفة (هآرتس) العبريّة عن مصادر رفيعةٍ في الكيان، أنّ اختيار النقب مكانًا للقمّة وإطلاق اسم النقب عليها لم يكُنْ عبثيًا، لافتةً في ذات الوقت إلى أنّ قادة الكيان سيُنظّمون للمُشاركين في القمّة زيارةً لقبر أوّل رئيس وزراء في الكيان، دافيد بن غوريون، والمقبور في النقب، علمًا أنّ الصهاينة يعتبرون بن غوريون “مؤسس الدولة الصهيونيّة”، التي زُرِعَت في فلسطين على أنقاض الشعب العربيّ-الفلسطينيّ، في أفظع جريمةٍ ارتُكِبَت خلال التاريخ.

وفي هذا السياق قال رئيس تحرير صحيفة (هآرتس)، ألوف بن، في مقالٍ نشره اليوم الأحد، قال إنّه لا يجِب الاستخفاف بتاتًا باختيار النقب مكانًا لعقد القمّة والاقتراح بتنظيم زيارةٍ لوزراء الخارجيّة العرب إلى قبر بن غوريون، مُعتبرًا أنّ مكان انعقاد القمّة، أيْ في النقب، هو دليلٌ قاطِعٌ على فتح صفحةٍ جديدةٍ بين الدول العربيّة وإسرائيل، على حدّ تعبيره.

بالإضافة إلى ما جاء أعلاه، أكّدت المصادر أنّ وزراء الخارجيّة المُشارِكين سيتّم نقلهم بالمروحيّات العسكريّة الإسرائيليّة من مطار “بن غوريون” الدوليّ في اللد إلى مكان الاجتماع في النقب تحت حراسةٍ مُشدّدّةٍ، وأنّ وزير الخارجيّة الإسرائيليّة أوضح لهم خلال اتصالاته الهاتفيّة معهم أنّ القمّة ستشمل لقاءاتٍ ثنائيّةٍ، كما جرى في اجتماع (كامب ديفيد) مع الفلسطينيين في العام 2000، أيْ أنّ القمّة ستكون بحسب المصادر (كامب ديفيد الإسرائيليّ).

وبحسب المصادر في تل أبيب، فإنّ أركان سلطة رام الله تواصلوا مع الخارجيّة المصريّة لإقناعها بضرورة إدراج القضية الفلسطينيّة على جدول أعمال “قمّة النقب”، وفي هذا السياق، قال مصدر دبلوماسيٌّ إنّ القضية الفلسطينيّة لن تُطرَح على جدول أعمال القمّة”، مؤكِّدًا للصحيفة العبريّة أنّه في كلٍّ من عمّان والقاهرة باتوا يتحدّثون بصراحةٍ وبشكلٍ علنيٍّ عن اليوم الذي يلي محمود عبّاس، بحسب أقواله.

صحيفة رأي اليوم الألكترونية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى