صدرت عن دار ومكتبة عدنان الطبعة الثالثة من كتاب “مظفر النواب – الظاهرة الاستثنائية” لمؤلفه الشاعر والإعلامي كاظم غيلان.
وجاء الكتاب بأكثر من 140 صفحة، من القطع المتوسط، فضلاً عن ملحق صوري يوثق علاقة المؤلف بالشاعر الكبير الراحل مظفر النواب، إضافة لصور الزيارة الأخيرة التي قام بها الراحل لمدينة بغداد منتصف عام 2011 قبل رحيله عام 2022 وتشييعه من مقر اتحاد الأدباء.
الكتاب أفتتح بمقدمة جاءت تحت عنوان “ليست مقدمة” وفيها يقول المؤلف كاظم غيلان “الكتاب الذي بين يديكم أتمنى أن يكون فيه شيء من الوفاء الذي سيكون على هيئة سلسلة، فلتكن هذه الحلقة الأولى عند رضاكم، وكم أتمنى أن أكون وفياً للمجرى”.
الدراسة الأولى في الكتاب جاءت تحت عنوان “المنفى في شعر مظفر النواب” وفيها يقول المؤلف “إمتازت تجربة مظفر مظفر النواب الحياتية والشعرية بكل ماهو صاخب، مغاير، متفرد. فيسجل له بداية اكتشاف القصيدة العامية العراقية الجديدة عبر مضامين ورؤى جمالية عالية، أسس بموجبها قصيدة مثقفة نافضاً عنها تراكماً من غبار التسطح والسذاجة”.
وفي ذات الدراسة يشير المؤلف الى أن “علاقة مظفر بالمنفى وبقدر ما تخللها من حرمان وعذاب وخسارات، الا انها أكسبته جمهوراً عربياً كبيراً بعد أن أدار ظهره لمحليته الشعرية، وأعني القصيدة العامية العراقية، إذ بلغت ذروتها في قصيدة ‘وتريات ليلية’ ولا أدري إن وهبه المنفى عافية جديدة اسمها الشهرة، التي نافست ولربما تفوقت على تلك التي نالها كبار شعراء فلسطين نفسها، لا سيما الذين أطلق عليهم شعراء المقاومة الفلسطينية”.
ويستشهد مؤلف الكتاب في هذه الدراسة بعدد من المقاطع الشعرية للشاعر مظفر النواب ومنها:
“مرة أخرى على شباكنا تبكي
ولا شيء سوى الريح
وحبات من الثلج على القلب
وحزن مثل أسواق العراق
مرة أخرى أمد القلب
بالقرب من النهر زقاق”.
الدراسة الثانية التي تضمنها الكتاب والتي هي حلقة أولى من سلسلة دراسات كتبها المؤلف وجاء أولاها بعنوان “مظفر النواب .. منجم عجيب ه انطباعات وملامسة هائلة للوجدان” وفيها يستشهد المؤلف بعدد من الكتابات والدراسات والبحوث التي تناولت تجربة الشاعر الكبير الراحل مظفر النواب ومنهم عزيز السماوي و محمد مبارك وزعيم الطائي.
ويقول المؤلف في هذه الحلقة “كثيراً ما تثار تساؤلات فيها من الاستغراب الشديد والمحق طبعاً للكيفية التي تمكن فيها شاعر بغدادي الجذور، بيئة ولغة أن يتمكن من احتواء مفردات لهجة أعماق الجنوب العراقي، ويوظفها، بل وينطلق بها الى حيث آفاق الحداثة”.
وفي الحلقة الثانية من السلسلة التي وردت في الكتاب والتي جاءت تحت عنوان “الشعر الشعبي العراقي والهوية الوطنية” جاء ما يلي “أن الجمالي هو المتن المرافق حد التماس للسياسي في شعر مظفر النواب، فهو يجد في إزاحة الجمالي افراغاً كاملاً للعمل الشعري حتى يعدو باهتاً، وأعني إحالته للسكون، في حين أن الشعر بحد ذاته حركة، وهذه أي ‘الحركة’ هي النقيض المباشر لخصمه الأول وأعني السكون”.
الحلقة الثالثة من سلسلة الدراسات جاءت بعنوان “الهوية الوطنية للشعر الشعبي العراقي الحديث.. ملحميات ما بعد الريل وحمد”.
في هذه الدراسة يضعنا المؤلف أم أسف يطرحه بسبب إهمال النقاد لتجربة النواب في مجال النص الملحمي الذي ينتجه النواب حيث يقول في مقدمة الدراسة مانصه “سأتناول ما أهمله النقد لما أنجزه النواب من قصائد ذات منحى ملحمي جسدت تجربة عامرة بالثورة والاحتجاج بدأت شرارتها الأولى في منتصف ستينيات القرن الماضي، ألا وهي تجربة “الكفاح المسلح” التي خاض غمارها كوسيلة تبنت الخلاص من حكومخة إنقلاب شباط الأسود عام 1063 والتي جاءت متزامنة مع استجابات أملتها ظروف عالمية متمثلة بهبات ثورية لربما كان أرنستو تشي غيفارا رمزها وقدوتها”.
في جزء آخر من هذا الكتاب يقدم لنا مؤلف الكتاب حوارين تم إجراءهم مع الشاعر الكبير مظفر النواب داخل العراق لأحدهما أجراه المؤلف نفسه والثاني أجراه الزميل الصحفي علاء المفرجي.
أما باب قصائد مختارة والتي تم اختيارها من قبل المؤلف فقد تواجدت فيه القصائد التالية” ‘المنفى كالحب’ و’على كد البريسم’ و’ابن ديرتنه حمد’ و’حرز'”.
وتضمن الكتاب كثير من الوثائق والقصاصات التي قام المؤلف بتنضيدها بسبب صغر حروفها، وهي من حوار متلفز مع النواب، كما يورد ذلك المؤلف في هامش صغير، لكنه يضع القصاصات مصورة في متن الكتاب.
ويختتم المؤلف كتابه بأرشيف صور نادرة للشاعر الكبير مظفر النواب مع عدد من الشخصيات الأدبية والإعلامية، ومنها صور تجمع المؤلف مع النواب.