تحليلات سياسيةسلايد

كلفة الانخراط في حرب أوكرانيا تفاقم متاعب بايدن

يسود تململ في صفوف المشرعين الديمقراطيين بسبب الانخراط الأميركي المكلف ماليا في حرب أوكرانيا مع دخول الحرب الروسية في أوكرانيا شهرها الثامن، فيما تعالت أصوات العشرات منهم مطالبة الرئيس جو بايدن بالسعي للتفاوض مع روسيا من أجل التوصل إلى تسوية تنهي الحرب بحيث تشمل استكشاف إمكانية التوافق على ترتيبات أمنية تكون مقبولة من الطرفين.

وتأتي هذه التطورات قبل انتخابات التجديد النصفي لأعضاء الكونغرس الأميركي والتي يخوض فيها الديمقراطيون مواجهة صعبة مع الحزب الجمهوري الساعي لاستعادة السيطرة على الكونغرس.

وانتخابات التجديد النصفي تعتبر مقياسا مهما لنبض الناخبين وبوصلة محددة لاتجاه مسار الانتخابات الرئاسية وستجري بينما يواجه الرئيس الأميركي الكثير من المتاعب مع ارتفاع معدل التضخم وأسعار الوقود وهي عوامل مؤثرة في سياقاتها السياسية والاقتصادية.

ومارس بايدن ضغوطا على منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) بقيادة السعودية من أجل دفعها لزيادة الإنتاج للضغط على أسعار النفط، لكن قرار تحالف أوبك+ الذي يضم 13 دولة عضوة في أوبك بقيادة الرياض  و10 منتجين من خارجها بقيادة روسيا، بخفض الإنتاج بنحو مليوني برميل يوميا للحفاظ على استقرار السوق، جعل الرئيس الأميركي في وضع سياسي صعب، وسط مخاوف بين الديمقراطيين من تأثير ذلك على حظوظهم في انتخابات التجديد النصفي لأعضاء الكونغرس.

وقال 30 نائبا ديمقراطيا في رسالة إنهم يعارضون “الغزو الروسي الشائن وغير الشرعي لأوكرانيا”، مشيرين إلى اتفاقهم مع البيت الأبيض على أن التسوية تعود في النهاية إلى ما تقرره كييف.

وأضاف النواب وعلى رأسهم براميلا جايابال رئيسة التجمع التقدمي بالكونغرس “لكن بصفتنا مشرّعين مسؤولين عن إنفاق عشرات المليارات من دولارات دافعي الضرائب الأميركيين على المساعدات العسكرية في هذا النزاع، نعتقد أن مثل هذا الانخراط في هذه الحرب يحمّل أيضا الولايات المتحدة مسؤولية استكشاف جميع السبل الممكنة بجدية”.

ودعت الرسالة إلى التعامل المباشر مع روسيا لإيجاد حل “يكون مقبولا من الشعب الأوكراني”، فيما لفت النواب إلى أنه “من المفترض أن يتضمن إطار عمل كهذا حوافز لإنهاء الأعمال العدائية، بما في ذلك شكل من أشكال تخفيف العقوبات وجمع المجتمع الدولي لوضع ضمانات أمنية لأوكرانيا حرة ومستقلة تكون مقبولة من جميع الأطراف، وخاصة الأوكرانيين”، مؤكدين أن “البديل عن الدبلوماسية هو حرب طويلة الأمد”.

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد طالب قبل غزوه أوكرانيا في 24 فبراير/شباط بضمانات بعدم انضمام الجمهورية السوفييتية السابقة إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو) بشكل نهائي.

وشكك المسؤولون الأميركيون بأن تكون الخشية من انضمام أوكرانيا إلى الحلف مصدر القلق الحقيقي لبوتين، لكنهم رغم ذلك شاركوا في محادثات رفيعة المستوى مع روسيا حتى يوم الغزو.

وردا على سؤال حول الرسالة، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية نيد برايس “لا أحد يريد أن يرى هذه الحرب تنتهي أكثر من نظرائنا الأوكرانيين”، مضيفا “لا نعرف متى سيحدث ذلك، وبشكل أساسي فقط لأننا لم نر أي مؤشر من الروس على استعدادهم للمشاركة في هذا النوع من الدبلوماسية والحوار”.

وتابع “نقدم لشركائنا الأوكرانيين ما يحتاجون إليه في ساحة المعركة، بحيث يكونون في أقوى موقف ممكن عند الذهاب إلى طاولة المفاوضات”.

أما الناطقة باسم البيت الأبيض كارين جان-بيار فقد قالت في تصريح منفصل “لقد كنا واضحين جدا: لا شيء بخصوص أوكرانيا بدون أوكرانيا”.

وأقرت واشنطن في مايو/أيار 40 مليار دولار مساعدات لأوكرانيا، متقدمة بذلك الجهود الغربية لتوفير أسلحة ودعم الاقتصاد الذي دمرته الهجمات الروسية.

وتعهد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الذي كان قد أشار سابقا إلى إمكانية التخلي عن محاولة الانضمام لحلف شمال الأطلسي، بهزيمة الغزاة الروس واستعادة الأراضي التي احتلوها.

 

ميدل إيست أونلاين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى