أنسام صيفية

كلنا في الهوى سوا …. كردي

 

إجتمعت منذ أيام بصديق كردي الأصل راح يحدثني غاضباً ضد الأنظمة العربية الحاكمة أنها أنطمة متعصبة جداً ضد الأكراد عموماً وعلى الأخص في العراق وسوريا وهكذا جرت مناقشة طويلة حامية بيني وبينه فإليه و إلى الأكراد السورين خاطرتي هذه كما هي للأنظمة العربية جمعاء…

لا شك أن للأكراد خصوصية واضحة ذلك لأن كل عناصر ” القومية ” متوفرة لهم ومن حقهم بالتأكيد الدفاع عن هذه الخصوصية، فهو حق تؤكده كل المواثيق الإنسانية غير أن هذا الحق لا يعني بالضرورة إنفصالهم عن الدول التي ينتمون إليها سياسياً في الوقت الراهن فلقد أثبتت أحداث التاريخ أنه من الممكن التعايش بين القوميات المختلفة في إطار دولة وطنية واحدة يسودها مبدأ المساواة في حقوق المواطنة بين الجميع و إن لا …فكيف نَعِمَ العرب بالحكم الأموي طويلاً في بلاد الشام و لم يرفض هذا الحكم إلا العباسين .

من ينسى القائد المحارب العظيم صلاح الدين الأيوبي ودوره الكبير في صراع المسلمين ضد الصليبين ولم يخطر على باله إطلاقاً أن يسمى الأقطار التي حررها من طغيان الأجانب دولة كردية !.. و كثيرة هي الدول القديمة أو الحديثة التي تتألف من عدد من القوميات تحت لغة رسمية واحدة و تسمية عامة وحقوق متساوية بين المواطنين ، و كلنا نذكر أن الأكراد في سوريا إستطاعوا الحصول على مناصب عالية في ظل الدولة السورية الحديثة فوصل مثلاً بعضهم إلى رئاسة المجمع اللغوي العلمي العربي مثل العلامة محمد كرد علي وآخرون إلى مراكز قيادية في الجيش السوري كما في رئاسة مجلس الوزراء مثل محسن البرازي و الوزارات الأخرى كما في منصب المفتي الإسلامي للدولة …

إذن للكردي حقوق مثل باقي المواطنين كالتعليم و العناية الصحية و فرص العمل في وظائف الدولة المتنوعة إلى غيرها من المناصب و الأعمال و برامج الإذاعة و التلفزيون باللغة الكردية ..

إن النشاط العسكري الذي يقوم به بعض الأكراد حالياً في شمال شرق سوريا قد أدى إلى تفاقم الأزمات الإقتصادية والإجتماعية وغيرها حتى حقول النفط إستولى عليها الأكراد و لكن الجيش الأمريكي سرقها منهم و يقال أن أزمة النفط الحالية في البلاد تعود إلى هذه الفتنة ..
لا يا أعزائي الأكراد..كلنا الآن في الهوى سوا !.

و لا ضرورة ملحة أن نحارب بعضنا بعضا ما دام حقوق المواطنين جميعا متساوية .

بوابة الشرق الأوسط الجديدة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى