«كل ما قلته للمحلل النفسي»

عن «سلسلة الإبداع العربي» (الهيئة المصرية العامة للكتاب)، صدر ديوان «كل ما قلته للمحلل النفسي»، للشاعر والمترجم المغربي محمود عبد الغني، وهو يضمّ قصيدة واحدة في مئة صفحة. تمزج القصيدة- الديوان بين أشكال عدّة: البوح، المونولوغ، الحوار الذاتي، التأمل الفلسفي، استدعاء شعراء عرب وأجانب وفلاسفة ومسرحيين. قصيدة واحدة يتوتّر شكلها ومضمونها، متخذاً اللغة المناسبة لكل توتّر، ولكل معنى أو استرجاع، ما يجعل منها متعدّدة اللغة ومتلونة بتعبيرات عدّة، وبأفكار يشعر بها القارئ أحياناً أنها داهمته مداهمة الضوء للظلمة.

يفترض الصوت داخل القصيدة أنه يتحدث إلى محلّل نفسي يجلس أمامه، الشيء الذي تطلّب منه كفاءة لغوية وتصويرية تبلغ مداها حين يشعر الصوت أن المحلّل غير مقتنع بما يقول، أو يتوقف ليبحث عن تفسير لشيء يتكرّر دائماً.

فيعود الصوت من جديد ليبوح، وليستدعي كل أصوات الأرض، وكل المشاعر والذكريات والاستبطانات التي يمكن أن تُساعد المحلل والصوت الذي يتلقى العلاج. داخل هذه الدوّامة المزدوجة من التعبير والإنصات يعلو صوت القصيدة، وتبرق صورها، وتتخذ منحى استبطانياً. هكذا هي هذه القصيدة الطويلة التي تعيد إلى الأذهان قضية علاقة علم النفس بالأدب.

صحيفة الحياة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى