تحليلات سياسيةسلايد

كواليس زيارة ترامب..

وصف قيادي بارز في الإطار السياسي لحركة حماس الضّغوط العنيفة التي بدأت تُمارسها عدّة أطراف من بينها بعض الدول العربية الوسيطة قبل زيارة مقررة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب للمنطقة بأنها وصفة لاستسلام حركة حماس وليس لوقف إطلاق النار  كما يسرب الأمريكيون دون أن يعكس ذلك الحقائق والوقائع على الأرض.

ويبدو في السياق أن الإدارة الأمريكية تجتهد حاليا وخلال الساعات القليلة الماضية لتغيير الموقفين التركي والقطري حصرا ودفعهما باتجاه ضغوط عنيفة على المقاومة الفلسطينية فيما تظهر ملامح ومؤشرات مرونة مصرية تجاه مقترحات أمريكية  تركز على مغادرة حماس قطاع غزة.

مزاج الوسيط المصري تحوّل خلال الساعات القليلة الماضية للضغط أكثر على حركة حماس حتى تقبل بتسليم سلاحها.

وما تقوله أوساط حماس السياسية إنّ أفعال مصر بدأت تتغيّر عن أقوالها بفعل عملية ضغط وابتزاز عنيفة تُمارسها إدارة الرئيس ترامب على القاهرة.

والتغيير المرصود في اللهجة المصرية يتمثّل في انسحاب مصر من بروتوكول شامل متفق عليه مع المقاومة لا يتضمن تسليم أسلحة وينص على تسليم الإدارة في القطاع مستقبلا إلى لجنة مجتمعية.

الضّغوط لم تعد تمارس أمريكيا حصرا على المقاومة أو حركة حماس فقط بل يبذل جهد كبير لتخفيف الرعاية التركية للمقاومة وتحييد الجانب التركي  ويبذل جهد أكبر أقرّت به القيادات لتغيير معادلة الموقف القطري ويبدو هنا أن مسؤولين أمريكيين بدأوا يستخدمون اللهجة الإسرائيلية في المسألة القطرية.

والمعنى أن ما يقوله المتطرف بنيامين نتنياهو وإعلام اليمين الاسرائيلي بدأ يردده مبعوثون أمريكيون أحيانا يضغطون على الدوحة حصرا لتغيير موقفها وإنتاج حالة من عدم التكافؤ في مُواجهة اليمين الإسرائيلي.

وهو أمر تشبّعت به الاتصالات والمشاورات عشية بدء التحضير لزيارة ترامب إلى السعودية.

السعودية تجد صعوبة بالغة في استقبال ترامب فيما تعلن المنظمات الدولية رسميا المجاعة لأهل قطاع غزة في الوقت الذي بدأت أوساط الرياض تشعر بالإحراج وتبحث عن آلية لإدخال مساعدات قبل استقبال ترامب.

وبدأ شعور أوساط في واشنطن أن الوضع الإنساني حصرا في قطاع غزة يُمكنه أن يؤثر سلبا على أجندة ترامب مع السعودية.

لكن كل من الرياض وواشنطن توافقتا خلف الستائر والكواليس على ميكانيزمات تسعى إلى حرمان حركة حماس من الاستثمار في زيارة ترامب المتوقعة.

وهو الأمر الذي يبرر عمليا حجم الضغوط الهائلة عبر دول عربية من بينها السعودية والإمارات أما على حركة حماس أو حتى على دول الوساطة في مثل قطر ومصر.

وتتعارض الأجندة التي يريدها ترامب وتريدها الرياض هنا مع السيناريو الذي وضعه اليمين الإسرائيلي، والذي يهدف إلى التصعيد مجددا وإسكات المجتمع الدولي باقتراح آليات لتوزيع المُساعدات الإنسانية عبر وحدات الجيش الإسرائيلي والهدف هنا حتى برأي الدبلوماسيين واضح وهو إعاقة تأثير زيارة ترامب إلى السعودية  على مسار اليمين الإسرائيلي الرافض لوقف إطلاق النار.

صحيفة رأي اليوم الألكترونية

لزيارة موقع بوابة الشرق الاوسط الجديدة على الفيسبوك

لزيارة موقع بوابة الشرق الاوسط الجديدة على التويتر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى