كورونا يفضح همجية العقوبات الأميركية !!

 

لم يكن خبراً عادياً ( روسيا تقدم مساعدات طبية للولايات المتحدة الأميركية لمواجهة فيروس كورونا)  و كل ما أحيط بالخبر هو أن الطائرة الناقلة جهزت بعد إتصال هاتفي بين الرئيسين ترامب و بوتين بحثا فيه تطورات الفيروس في العالم و في الولايات الأميركية، وعرض الرئيس بوتين تقديم المساعدة لأميركا، و قبل الرئيس ترامب العرض الروسي في مساعدة الشعب الأميركي.

من المفارقة العجيبة أن إدارة ترامب تفرض العقوبات على روسيا، وروسيا تقدم المساعدة الطبية. مفهوم أن التبرير هو التعاطي الإنساني في الأزمات الانسانية، ولكن السؤال: لماذا لا تنتبه إدارة ترامب لهذا التبرير الإنساني وترفع العقوبات الإقتصادية، ولو مؤقتاً، ريثما تتجاوز الإنسانية هذا الخطر الفيروسي الخطير ؟؟

الأمين العام للأمم المتحدة، غوتيرش، يدعو العالم للتعاون في مواجهة أخطار كورونا على الصحة وعلى الإقتصاد. ووجه عدد من دول العالم، وعلى رأسهم روسيا والصين، رسالة إلى الأمين العام يطالبون فيها رفع العقوبات عن إيران وسوريا وفنزويلا وغبرها لتسهيل و تمكين هذه الدول من مواجهة الوباء. كذلك طالبت سورية قبل أيام في مجلس الأمن برفع العقوبات لتتمكن الحكومة من مواجهة كورونا بشكل أفضل. و لكن يأتي الرد الأميركي والغربي بأن العقوبات لا تشمل الأدوية. كذلك كانت وقاحة المبعوث الأميركي إلى سورية، جيمس جيفري، الذي رد على مطالبة المندوب السوري في مجلس الأمن برفع العقوبات، بأن المواد الطبية غير مشمولة بالعقوبات، وطبعاً هذا كذب أميركي وقح لأن الحقيقة أن العقوبات تشمل كل شئ، خاصة و أنها تمنع التحويلات المالية وبالتالي فإن عمليات شراء الأدوية والأجهزة الطبية معطلة لعدم إمكانية تحويل الأموال ثمناً لها. و هكذا تبقى العقوبات الأميركية، أو الإجراءات الإقتصادية أحادية الجانب، فاعلة ومفترية وقاتلة بالتوازي مع إنتشار الفيروس و فتكه بأرواح الشعب.

و من الأمانة أن نقدر إنجاز أوروبا لعملية بيع أدوية ومعدات طبية لإيران، وفق آلية ( أنستكس) التي أنشئت للإلتفاف على العقوبات الأميركية على إيران. و لكنه إجراء جزئي  لا يساعد بشكل فعال خاصة وأن حاجات الدول اليوم هي للأدوية والتجهيزات الطبية، كما أنها بحاجة للمواد الأولية والطاقة لإستمرار الحياة، و كلها مجالات مشمولة بالعقوبات الجائرة.

يأتي كورونا بهمجية المرض، ولكنه مناسبة لإكتشاف إنسانية الدول والمجتمعات والإدارات. و يبدو أن إدارة ترامب  مصرة أن تترك كورونا يفضح مدى همجيته بتمسكها بالعقوبات الجائرة والظالمة حتى في زمن الوباء المهدد للجميع وفي كل البلاد .

أنه الإمتحان الإنساني الذي مازال يسقط فيه ترامب و إدارته…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى