نوافذ

كورونيات 8

كورونيات 8

ـ 1 ـ

أنا أثق بالهندي الأحمر، ونبوءة العودة…عودة الأرض لأصحابها الأصليين.

كورونا لها علاقة بالموضوع؟

نعم …أمس فقط، وصل رقم العاطلين المحتملين عن العمل، في الولايات المتحدة،مائة مليون . ولابد أن يكون بين هؤلاء الكثيرون من المدينة التي سميت “سياتل” ، رشوة معنوية للزعيم المكسور، سياتل… المدينة التي أقيمت على أنقاض مدينته.

هنا جزء من الخطبة الأخيرة للهندي الأحمرالتي اعتبرت منذ أربعة قرون، احدى نصوص الادب العالمي :

“…هي بضعة أقمار أخرى، بضع شتاءات أخرى، لن يتبق من نسل أصحاب الدارالأصليين العظيمين الذين كان يحميهم الروح العظيم، والذين كانوا يطوفون يوماً على هذه الأرض الفسيحة، أو يقيمون في البيوت السعيدة… لن يتبقى منهم من باكٍ على قبور شعب كان ذات يوم أشد منكم بأساً، وأكبر أملاً.

دمعة أخيرة وترنيمة موت، ثم يختفون، من أمام أعيننا التواقة، إلى الأبد. ربما يكون زمان أفولكم بعيداً، لكنه قادم دون ريب. ذلك أنه حتى الرجل الأبيض الذي يسير ربه معه ، ويتحدث إليه كما صديق لصديق… لن يقوى على الهروب من القدر المشترك”.

ـ 2 ـ

“نصف الصحو لا يكفي، وكل الثمل لا يحتمل”. جملة فسبوكية طائشة… تذكرتها وأنا ذاهب إلى هاواي ـ بائع الخمور، فوجدته مغلقاً، لكن ثمة أكشاك تبيع، في الحظرالذي لا تلتزم به.

وجدت بيرة “كورونا” فقررت أن أناكف الفايروس ببضع زجاجات .ولكن لاطعم للبيرة دون شريك . فبحثت وتلفنت وطرقت ابوابا، ولم أعثرعلى أحد. حاولت الدخول إلى حديقة، ولكنها مغلقة. وعندما وصلت إلى البيت كانت البيرة قد أضربت فذهبت برودتها. فوضعتها في الثلاجة …

تمددت ونمت.

ـ 3 ـ

الخمر تستورده وزارة التجارة

تحرمه وزارة الأوقاف

تدعمه وزارة السياحة

تأخذ أرباحه وزارة المالية

ووزارة الداخلية… تسجن السكرانين.

ـ 4 ـ

هذه العائلة من نسل كان” كان ـ كانت ـ كنا ـ كانو- كنتم” منتجع فسسيح لفيروسات الندم. وفي هذه الصفحة أستطيع وضع لائحة جنائزية باستخدام سريع لهؤلاء الأخوة والأخوات ، الكائنات ذوات الماضي البعيد والماضي القريب.

سأكتفي بهذه الفقرة من كورونيات 8:

” في الخمسينات والستينات … كانت القاهرة تؤلف الكتاب، وبيروت تطبع الكتاب، وبغداد تقرأ الكتاب.

اليوم صارت القاهرة ترقص، وبيروت تسكر، وبغداد تلطم”.

ـ 5 ـ

ثمة مشكلة في شرح وتشريح كورونا للأطفال، لأن التهويل ضار، وكذلك التهوين. حتى الكبار واجهوا هذه المشكلة، وعلى نحو أصعب. إذ وقع الكبار في فخ التبسيط والتعقيد.

بالنسبة للأطفال النصيحة الوحيدة أن تجعل أيام الحظر في البيت والكف عن المدرسة… أياماً مترعة بقصص التفاؤل، وانتصار التفاحة على الدودة. مع موسيقى لا طبول فيها ولا نايات. موسيقى من فيلم “لحن الموسيقى” ولا بأس بأن نشاهد هذا الفيلم نحن والصغار، فهو للحياة، وسوف تهرب من مويجاته الحنونة الفرحة المتفائلة، كل الفيروسات الواقفة على أفاريز الشباك تنتظر نقاط ضعفنا… لتدخل.

ـ 6 ـ

الطفل الياباني “ياماتو تانوكا” ضاع في الغابة. قام 600 جندي ياباني ومائة شرطي، وعدة هليكوبترات بالبحث عنه، ووجدوه بعد يومين من البحث.

بوابة الشرق الأوسط الجديدة

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى