تحليلات سياسيةسلايد

كوشنر يُؤكّد أن حمَاه ومُعلّمه ترامب يُفَكِّر في خوض الانتخابات الرئاسيّة عام 2024.. ما هي العقبات التي تقف أمامه؟

بَشّر جاريد كوشنر اليمينيين الجُمهوريين المُتطرّفين أن الرئيس السّابق دونالد ترامب “يُفَكّر” في الترشّح للانتخابات الرئاسيّة الأمريكيّة عام 2024 لأنّه يشعر بانزعاجٍ كبير لما يحدث في البِلاد من تطوّراتٍ في الوضع الرّاهن، ولكن هل سيكون الطّريق مُمَهَّدًا أمامه للإقدام على هذه الخطوة؟

مَهمّة الرئيس ترامب للعودة إلى البيت الأبيض قد تكون صعبةً للغاية، فأمامه العديد من الحواجز التي عليه تجاوزها للوصول إلى سُدّةِ الرّئاسة مجددًا، أبرزها تبرئة نفسه في العديد من القضايا المرفوعة ضدّه بتُهم الفساد والتهرّب من الضّرائب في المحاكم الأمريكيّة، و”سرقته” وثائق أمريكيّة رسميّة سريّة ونقلها إلى منزله في ولاية فلوريدا خاصَّةً إذا تأكّد أنها تتعلّق بأسرارٍ نوويّة.

لا شك أن الرئيس ترامب يتمتّع بشعبيّةٍ ملحوظة في أوساط أنصار التيّار اليميني العُنصري الأبيض في الحزب الجمهوري، وتتّضح هذه الشعبيّة في فوز مُعظم الذين دعمهم في الانتخابات التمهيديّة للحزب للوصول إلى مقاعد في مجلسيّ الشّيوخ والنوّاب والولايات المحليّة، (حواليّ 200 شخص) ولكنّ وصول من دعمهم شيء، ووصوله هو نفسه إلى البيت الأبيض شيءٌ آخَر.

استِطلاعات الرّأي كشفت أن فُرص المُرشّحين الجمهوريين في الانتخابات النصفيّة التشريعيّة القادمة في شهر تشرين ثاني (نوفمبر) المُقبل تبدو جيّدةً، ليس بسبب برنامجهم السّياسي، وإنّما أيضًا لضعف الحزب الدّيمقراطي وزعيمه جوزيف بايدن ودوره الكبير في أزمات أمريكا السياسيّة والاقتصاديّة الأمريكيّة الرّاهنة، وهزيمته الكُبرى، وإدارته السيّئة، والكارثيّة، للانسِحاب المُخجِل من أفغانستان العام الماضي، وخسارة بلاده لهيبتها ومكانها كزعيمةٍ العالم.

فُرص عودة ترامب للرّئاسة تبدو محدودةً، ولكن الخُطورة أنه قد يدفع بالبلاد إلى حربٍ أهليّة في حالِ إدانته بالتّهم المُوجّهة إليه أمام المحاكم، أو فشله في الحُصول على ترشيح الحزب الجمهوري، فهذا الرّجل لا يقبل بالهزيمة، وما زال يَرفُض الاعتِراف بفشله في انتخابات الرّئاسة الأخيرة التي أطاحت به، والنّتائج التي ترتّبت عليها بفوز خصمه بايدن.

نعلم جيّدًا أنّ الكثير من الحُكّام العرب يُراهنون على عودته للبيت الأبيض، وهو رِهانٌ خاسر يعكس قُصورًا في فهم المُتغيّرات الدوليّة التي حدثت في العامين الماضيين وأبرزها الهزيمة الأمريكيّة شِبْه النهائيّة في أوكرانيا، وصُعود التحالف الروسي الصيني وتضعضع الهيبة الأمريكيّة.

لم تَعُد هُناك سفارة أمريكيّة في تل أبيب لينقلها إلى القدس المحتلّة، ولا يُوجد اتّفاق نووي إيراني يتطلّع للانسِحاب منه تلبيةً لضُغوطٍ إسرائيليّة، ولا حتّى دول عربيّة يُمكن أن تنضم إلى اتّفاقات أبراهام بعد أن ظهر فشَل الرّهان على الحماية الإسرائيليّة للدّول المُطبّعة، وفشل القبب الحديديّة، ورُضوخ أمريكا لمُعظم، إن لم يكن كُل، الشّروط الإيرانيّة في مُفاوضات فيينا النوويّة، ودُونَ العودة للاتّفاق حتّى الآن على الأقل.

المُؤشّر البياني الأمريكي في هُبوطٍ مُتسارع على مُعظم الصُّعُد، وأمريكا في عام 2024 لن تكون مِثل أمريكا عام 2016 عندما فاز ترامب في انتخاباتها الرئاسيّة، ولا نعتقد أن فوزه أو هزيمته، أو عدم فوزه بالترشّح لخوض الانتخابات سيُغيّر من هذه الحقائق.

 

صحيفة رأي اليوم الالكترونية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى