أنسام صيفية

لأنها دمشق

أنظر إلى دمشق عند الفجرِ

لا تَخَف

أنظر إلى الضباب يستبيحُها

و أشهر صقيعَ الصمتِ

يستكين في ضلوعها

و أغرق كما سفينةٌ

ضائعةٌ في لجّةِ الظلام

ماذا تخالُها ؟

ماتت ترى..

أم أنّها تموتَ

أم لعلّها سلطنةُ المنام

هذي إذن دمشق !

أم أنّها مدينة الأحلام؟

*****

لا..لا.. دمشقُ لا تنام

أنصت إلى دويّهم

وانشق دخان نارهم

واسمع ولاويلَ النساءِ

يستغثنَ بالإلهِ و الرسولِ

و المسيح يندبُ الإسلام

إسمع تهاويلَ الذين يؤمنونَ

بالهدى و بالسلام

و اسمع عواءَ الذئب

و النواحَ في تخشيبةِ الحمام

ماذا سمعتَ الأنَ ؟

قل لي

هل سوى البوق الذي يُنفَخُ

للقيامةِ التي في آخرِ الزمان

تفصلُ ما بين الحلالِ و الحرام

****

ها أنت في كابوسك الشعريّ

في مقبرة الفجور و القتام

ها أنت تطلقُ الرصاص

نحو مشرق الشمس

لعل الشمس تستقيلُ من حيادها

فتنتعشُ الطراوة الخضراءَ

في الربيعِ

ثم تُحرقُ اليباسَ

في ركاكة الناظمِ

و النظامِ و النظام

****

هذي دمشقُ فاستفِق

كما استفاقت دفعة واحدة

و مرة أخيرة

كي لا تنام بعدها

لأنها دمشق!

بداية التاريخ..

و الختام

بوابة الشرق الأوسط الجديدة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى