لماذا المريخ قاحل.. الاجابة عند ‘مافن’

وصلت المركبة الأميركية غير المأهولة “مافن” إلى مدار كوكب المريخ الأحد، وبدأت تستعد لتدور حوله، في مهمة ترمي إلى فهم الأسباب التي جعلت الكوكب الأحمر يفقد الجزء الأكبر من غلافه الجوي في الماضي، بحسب ما أعلنت وكالة الفضاء الأميركية (ناسا).

وبعد رحلة استغرقت عشرة أشهر قطعت فيها المركبة 711 مليون كيلومتر، تجري مناوراتها الأخيرة في فلك المريخ قبل أن توضع في مدار حوله قرابة الساعة 1.30 بتوقيت غرينتش فجر الاثنين.

وتستمر مهمة “مافن” عاما كاملا تدرس خلالها الغازات في الطبقات العليا للغلاف الجوي للمريخ وطريقة تفاعلها مع الشمس والعواصف الشمسية. ويسعى العلماء من خلال مهمة “مافن” لفهم الأسباب التي جعلت الكوكب الأحمر يفقد كميات المياه الغزيرة التي كانت على سطحه، وكذلك الأسباب التي جعلت غاز ثاني أكسيد الكربون يتبدد من غلافه الجوي.

ويعتقد العلماء أن المريخ كان مناسبا في تاريخه السحيق لنشوء الحياة وتطورها.

وقال باحثون إن علماء من ناسا وجدوا دليلا على وجود بحيرة مندثرة للمياه النقية تصلح تماما لدعم دورة حياة الميكروبات على سطح المريخ. وعثر الروبوت الاميركي كوريوسيتي، الذي هبط على سطح المريخ في صيف العام 2012، على اثار بحيرة قديمة للمياه العذبة على سطح المريخ في اكتشاف هو الاول من نوعه، بحسب ما اعلن علماء.

ومع ان المياه تبخرت بالكامل من هذه البحيرة منذ حقبات طويلة، الا ان الحفر التي قام الروبوت بالعمل عليها، والتحليل الكيماوي للصخور اظهر ان البحيرة كانت تحتوي على حياة جرثومية، قبل 3.6 مليار سنة.

واعتقد العلماء في ابحاثهم بفرضية احتواء كوكب المريخ على الماء قبل 3.8 مليار سنة، مما يجعل فرضية وجود حياة عليه متداولة نظريا على الأقل.
وكانت البحيرة تقع داخل حفرة يطلق عليها اسم جيل كريتر، حيث هبط المسبار كيوريوسيتي التابع لإدارة الطيران والفضاء الأميركية (ناسا) في أغسطس/آب، ويرجح أن طولها كان خمسين كيلومترا، وعرضها خمسة كيلومترات، وإن تغير حجمها بمرور الوقت.

وقال الباحث الجيولوجي جون غروتزينغر من معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا للصحفيين في مؤتمر الاتحاد الأميركي للجيوفيزياء في سان فرانسيسكو إن تحليلا للرواسب التي جمعها كيوريوسيتي أظهر أن البحيرة ظلت موجودة لعشرات الآلاف من السنين على الأقل وربما أكثر.

وأضاف “توصلنا إلى استنتاج أنه نظام للبيئات المأهولة شمل البحيرة والجداول المتصلة بها ومياه جوفية في أوقات جفاف البحيرة”.

ويظهر تحليل لعينتين صخريتين في المنطقة التي تعرف باسم خليج يلونايف أن بحيرة المياه النقية كانت موجودة، بينما كانت أجزاء أخرى من المريخ جافة أو تحتوي على برك صغيرة ضحلة حمضية مالحة لا تصلح للحياة.

وكانت دراسات سابقة أجرتها مركبات هبطت على المريخ قد قدمت أدلة متزايدة على طبيعة أكثر دفئا ورطوبة لماضي المريخ تشبه طبيعة الأرض.

ميدل ايست أونلاين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى