افتتاحية الموقع

لماذا تعرقل أمريكا الوساطة الصينية لأنهاء الحرب الاوكرانية؟؟

لماذا تعرقل أمريكا الوساطة الصينية لأنهاء الحرب الاوكرانية؟؟ .. بينما كنا نتابع خطوات الصين التحضيرية لممارسة وساطتها في إنهاء الحرب الاوكرانية، وبينما لم يكد الرئيس الصيني أن يطلب من المستشار الألماني والرئيس الفرنسي التعاون معه في إطار هذه الوساطة، أثناء اتصالهم الهاتفي الأخير، بينما كانت تسير الامور بهذا الاتجاه وجدنا الرئيس الأمريكي ينعطف بإدارته نحو اتهام روسيا عامة والرئيس بوتين خاصة بارتكاب (جرائم حرب)، وطور الاتهام بعد عدة أيام إلى ارتكاب (جرائم إبادة جماعية)، وهذا المسار الأمريكي المشيطن لروسيا يقطع الطريق على قبول أي تفاوض أو مساومة مع الرئيس بوتين، وهو مسار يبدو انه يؤسس لحرب استنزاف طويلة في أوكرانيا. و تقضي وتستبعد أي إمكانية للحل سياسي. وإذا كان الحل السياسي عامة مرفوض أمريكياً فإن الحل على يد الصين صعب جداً تقبله من قبل واشنطن فما هي الاسباب؟؟ ولماذا؟؟
‏عندما تميزت الصين في موقفها عن روسيا منذ بداية الحرب قررت فيما يبدو أن تسلك طريق الوساطة لأنهاء هذا الصراع. وبدأت تهيئة الظروف لنجاح هذا المسار، وتنتظر التوقيت المناسب لإعلانه، خاصة و أنها مقتنعة أن نجاحها في إعادة السلام والاستقرار إلى اوكرانيا وتلبية الهواجس الأمنية لأوروبا وروسيا معاً سيمنحها صفة القوة الدولية (صانعة السلام) ويصب في خزان القوة الذي تراكمه لاحتلال مكانة الدولة العظمى الموازية والمنافسة لأمريكا. وهذا كما يبدو ما جعل واشنطن تدفع بالتطورات لتعرقل مساعي بكين وتمنعها من الوصول إلى دور الوسيط الدولي الصانع للسلام. وراحت الادارة الأمريكية تكرر تحذيراتها للصين بعدم مساعدة روسيا وهذا ما أظهر الصين كظهيرلبوتين الذي يجري شيطنته.
‏من أهم عوامل القوة الأمريكية اعتمادها على (مطبخ قرار ) متقدم جداً وكفوء وذكي وماهر وخبيث ويمتلك حرية الخيال والإبداع بعيداً عن قيود الاستبداد والحكم الفردي كما لدي منافسي واشنطن. و مطبخ القرار هذا لا يضيع الاتجاه ‏فهو يرى أن الصين هي المنافس الأخطر ويجب التركيز عليها. اما الحرب الروسية الأوكرانية فهي أزمة يمكن للإدارة الأمريكية إدارتها واستثمارها لصالحها بحيث تضعف أوروبا وروسيا معاً. كما تضعف كتلاً مثل الشرق الاوسط ليضطر الجميع عدم موازنة إنحيازاتهم بين الصين وأمريكا والقبول بالحماية الأمريكية. ووفقاً لشروط الهيمنة الجديدة، ووفق هذه اليقظة الثعلبية، والقدرة فإنه من الطبيعي أن تمنع أمريكا الصين تحديداً من إنجاز سلام في أوكرانيا يعطيها صفة (صانعة السلام الدولي) لأن المطلوب أمريكياً أن تبقى الصين ضمن توصيفها الأمريكي: دولة استبداد لا تعبأ بحقوق الإنسان أو بالسلام الدولي.

 

بوابة الشرق الأوسط الجديدة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى