لماذا تنازل الاحتلال عن الخيار العسكريّ؟

 

كشفت القناة العاشرة في التلفزيون العبريّ النقاب، نقلاً عن وزراء ومسؤولين في الحكومة الإسرائيليّة أنّ رئيس الوزراءة بنيامين نتنياهو قال في اجتماعاتٍ مُغلقةٍ لأعضاء المجلس الوزاري الأمنيّ والسياسيّ المُصغّر (الكابينت) إنّ ثمة صفقة هامّة يتّم إعدادها، وحسب التقرير فإنّ تلك الصفقة وصلت إلى مرحلةٍ متقدّمةٍ في مفاوضات خماسية بين الأمم المتحدة وحماس وإسرائيل والسلطة الفلسطينية ومصر.

وقال مُراسل الشؤون السياسيّة، باراك رافيد، إنّ المُبادرة تتضمن إعادة تأهيل قطاع غزة وعودة السلطة الفلسطينية للقطاع، والتوصل لوقف إطلاق نار كامل، دون تقديم مزيد من التفاصيل.

وقال مصدر سياسي رفيع في تل أبيب، مشارك في المفاوضات لم يذكر اسمه لحساسيّة الموضوع، قال للقناة العاشرة إنّ مصر والأمم المتحدة تمارسان ضغوطًا هائلةً على جميع الأطراف بشأن التوصل إلى اتفاق بشأن غزة، وأضاف أنّ هذه المبادرة لم يسبق لها مثيل، ولكن من السابق لأوانه التكهن بنجاحها أوْ فشلها، على حدّ تعبيره.

وقال وزير من “الكابينت” للتلفزيون العبريّ، لم تذكر القناة اسمه أيضًا، إنّ إسرائيل مستعدة لتعزيز أيّ تحركٍ إنسانيٍّ في قطاع غزة، حيث أنّ هناك فرصة بأن تتقدم الأمور في المستقبل القريب، كما قال.

فيما قال وزير آخر إنّ الكرة في ملعب السلطة الفلسطينية وحماس بشأن غزة، وتابع: نريد أنْ نرى ما إذا كان رئيس السلطة الفلسطينيّة، محمود عبّاس، على استعداد لرفع العقوبات عن غزة والعودة إلى إدارة القطاع، وإذا كانت حماس مستعدة لوقف العنف، وتابع قائلاً إنّ أيّة مشاريع يجب أنْ تكون تحت إدارة السلطة الفلسطينية بقطاع غزة، وبشرط وقف العنف من قبل حماس، ولا نريد أن يتم خداعنا.

زعمت المصادر السياسيّة في تل أبيب، كما أفادت القناة العاشرة، أنّ السبب في البحث عن حلٍّ مدنيٍّ في قطاع غزّة نابعُ من الوضع الإنسانيّ الكارثيّ في القطاع، حيث ناقش الكابينيت الوضع هناك في جلسته الأخيرة، وتمّ إبلاغ الوزراء أنّه مع افتتاح السنة الدراسيّة القادمة في الفتاح من أيلول (سبتمبر) القادم، لن يجد المعلّمون مَنْ يمنحهم الرواتب، ولن يجد التلاميذ المدارس لكي يتعلّموا فيها، الأمر الذي سرفع من حدّة الوضع الإنسانيّ الصعب وزيادة الضغوطات لإيجاد حلٍّ، لافتةً إلى السبب في ذلك يعود إلى قيام إدارة الرئيس الأمريكيّ، دونالد ترامب، بقطع المُساعدات عن منظّمة (الأونروا)، بقيمة 200 مليون دولار. وتابعت المصادر أنّ المؤسسة الأمنيّة الإسرائيليّة عرضت على الوزراء خطّةً لتحويل الأموال إلى المُعلّمين بطرقٍ التفافيّةٍ دون تدّخل (الأونروا)، الأمر الذي سيؤدّي إلى افتتاح السنة الدراسيّة بانتظام، على حدّ قولها.

ويأتي هذا التطوّر في ظلّ تحركاتٍ دبلوماسيّةٍ حثيثةٍ قام بها المنسق الدوليّ الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، نيكولاي ملادينوف، حيث زار قطاع غزة عدّة مرات لإجراء محادثات مع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، مع أنّه، أيْ ملادينوف نشر لاحقًا تغريدة على صفحته في تويتر، حثّ فيها الجميع على التحلي بمقدار سليم من التشكك، لافتًا في الوقت عينه إلى وجود ادعاءات وشائعات شتى حول جهود الأمم المتحدة في غزة. أيضًا ترافق هذا التطوّر مع زيارة رئيس المخابرات العامة المصرية، اللواء عباس كامل، لواشنطن في وقت سابقٍ من الأسبوع الفائت، علمًا أنّ كامل لعب في الماضي دورًا بارزًا في التوسط بين حركة حماس وإسرائيل.

إلى ذلك، صرحّ وزير التعاون الإقليميّ الإسرائيليّ، تساحي هنغبي، وهو من صقور حزب (ليكود) الحاكم أنّ بلاده ليست معنيةً بخوض حربٍ مع حركة حماس في الجنوب. وأضاف أنّه لا توجد علامات فيما يتعلّق بقيام إسرائيل بعمليةٍ عسكريّةٍ ضدّ حماس في غزّة، لافتًا إلى أنّ وزير الأمن، أفيغدور ليبرمان، لا يؤيّد القيام بالحملة العسكريّة، ونافيًا في الوقت عينه الأنباء التي تحدثت عن خلافٍ بين ليبرمان ونتنياهو، مُشيرًا إلى أنّهما على تنسيقٍ كاملٍ بينهما، كما قال.

أمّا رئيس الوزراء الإسرائيليّ السابق، إيهود أولمرت، فقال للقناة العاشرة إنّه من مُنطلق المسؤولية يُمكن القول إنّ نتائج العملية العسكريّة في قطاع غزّة ستكون مقتل العديد من الجنود والسكّان الإسرائيليين والفلسطينيين، لافتًا إلى أنّه في نهاية العملية العسكريّة، بعد مرور شهرٍ أوْ شهرين، والذي سيشمل إطلاقٍ مُكثّفٍ للصواريخ والقذائف باتجاه جنوب إسرائيل، سنعود إلى الوضع عينه، على حدّ قول أولمرت.

صحيفة رأي اليوم الألكترونية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى