لماذا لا تستطيع تكوين صداقات؟ فهل من الصعب العثور على أصدقاء حقيقيين؟ لا يجيد الكثيرون مهارة العثور على صديق حقيقي، فالصديق الحقيقي جوهرة ثمينة من ملكها كمن ملك الكون، الأصدقاء أقرب من العائلة، فهم يعرفونك بشكل أفضل، يفهموك أكثر من أي شخص ويدعموك أكثر مما تتوقع، يفسحون لك الطريق عندما تتعثر خطواتك، ويعيدونك لجادة الصواب عندما تنهار أركان الحياة، ويفرحون معك في فرحك، ويشاركونك حزنك وألمك، ولكن أين هم هؤلاء الأصدقاء..
لماذا لا تستطيع إيجادهم بسهولة? ولماذا قد تجد صعوبة في تكوين صداقات؟ سيدتي التقت نسمة فريد جورج استشارية تنمية بشرية ودعم ذاتي لتخبرك إجابة كل هذه الأسئلة..
المفارقة الفجة ما بين العزلة الاجتماعية وصعوبة تكوين صداقات في مجتمع الإنترنت
تقول نسمة لسيدتي: “هناك أشخاص لديهم العديد من الأصدقاء، متنوعون للغاية، من مجموعات مختلفة. ولكن لا يمكننا أيضًا أن نغفل حقيقة أنه يجب العمل على الصداقة والعناية بها. علاوة على ذلك، يجب أن نضع في اعتبارنا أنه ليس من السهل على الجميع تكوين صداقات. فالقدرة على تكوين صداقات ليست شيئًا فطريًا أو سهلاً في ظل ما يحيط بنا من تكنولوجيا ووسائل تواصل اجتماعي. حيث تظهر المفارقة الفجة ما بين العزلة الاجتماعية وصعوبة تكوين صداقات في مجتمع الإنترنت. حيث شبكات التواصل التي جعلت من العالم مدينة صغيرة. .
المشاكل التي تنشأ عند تكوين الصداقات لا تؤثر فقط على مزاج الناس واحترامهم لذاتهم، فقد تبين أن الشعور بالوحدة يرتبط بانخفاض متوسط العمر المتوقع. وتؤكد نسمة أن تكوين صداقات يستلزم قدرات متعددة غالبًا ما تكون محجوبة عند بعض الأشخاص، مما يؤدي إلى ما نسميه الرهاب الاجتماعي. لافتة لأهمية التمييز بين مختلف أنواع الصعوبات التي تواجههنا عند تكوين صداقات من شدة الصعوبة. أوتكراررها أومدة هذه الصعوبة التي تقف حجر عثرة في طريق تكوين الصداقات.
أسباب تجعلنا لا نستطيع تكوين صداقات
نقص المهارات الاجتماعية تجعلنا لا نستطيع تكوين صداقات
حيث إدراك صعوبة تكوين الصداقات يعود لسبب مهم وهو عدم معرفتنا لكيفية التواصل مع الآخرين، وهذا الأمر يتعلق بعالم المهارات الإجتماعية، تلك المجموعة من الأدوات التي لا نعرفها والتي بمجرد تحديدها يمكننا وضعها موضع التنفيذ.
من أسباب تجعلنا لا نستطيع تكوين صداقات هو الحزم
المهارة الاجتماعية الأولى في تكوين صداقات هي الحزم، والذي يعني أن أقول أو أفعل ما أريد أن أقوله أو أفعله في جميع الأوقات، فالخوف من الرفض هو رعب قد يصيبنا أحيانًا، ولهذا السبب قد نتجنب تناقض الآخرين ورفضهم، لأننا نعتقد أن ذلك يمكن أن يكون له عواقب سلبية، مثل أن يغضب الشخص الذي نعبر له عن رأي مختلف عن رأيه، ولذلك كن حازمًا وتوقف عن الاهتمام برأي الآخرين لهذه الدرجة.
تقول نسمة: “من المعروف أن قول لا عادة ما يجعلنا نشعر بالذنب لنفس السبب، ومن ثم فكثير من الناس، في مواجهة الحاجة إلى إرضاء الآخرين، يقومون بـ “تجميل” شخصيتهم، أي أنهم يندمجون مع آراء الآخرين إلى حد أنهم يفكرون ويقولون ما يفكر فيه الشخص الآخر ويقوله، فقط من أجل أن يتم قبولهم ومن ثمّ فصعوبة الارتباط تعود إلى الانغماس في عالم القلق الذي يجبرنا على أن تكون لدينا شخصيات متعددة اعتمادًا على من نحن معه، وخروجًا من هذه الديلما نجد أنفسنا نتجنب المواقف الاجتماعية بدلاً من تعريض أنفسنا لصعوبة التواصل بهذه الطريقة المقلقة”.
الجنوح نحو الكمال
تقول نسمة: “هناك بعض الأشخاص حسب شخصياتهم يجنحون للكمال ومن ثم يميلون لأن يكونوا أكثر عزلة، فهم يريدون إظهار صورتهم المثالية وهويتهم المتكاملة الكاملة والمرتبطة بحقيقة أن كل شيء في حياتهم على ما يرام، وتجنبًا لانتهاكات الآخرين لخصوصية حياتهم يعمدون لعزل أنفسهم بهذه الطريقة المتطرفة”.
من أسباب تجعلنا لا نستطيع تكوين صداقات هو عدم تقبل النقد
صعوبة تقبل النقد السلبي هو سبب آخر لارتفاع تكلفة القدرة عليها . فالأشخاص الذين يترددون في إجراء محادثات مع الآخرين للحصول على تعليقات حول مجالات التحسين الخاصة بهم. وبنفس الطريقة، فإنهم يخشون التعبير عن آرائهم للآخرين. وهذا قد يخلق نوع من أنواع الحصار الإجتماعي. ومن ثم ففكرة الصداقة بالنسبة له قد تكون صعبة نظرًا لانه سيجد نفسه مضطر لتجاوز هذا الحصار الإجتماعي التي فرضها على نفسه.
الشعور بالحاجة الملحة إلى أصدقاء
تقول: “نريد جميعًا أن يكون لدينا أصدقاء. أن يكون لدينا أشخاص يعرفوننا، يفهموننا، يعتنون بنا، يجعلوننا نضحك، يستمعون إلينا عندما نكون مخطئين. لكن الحاجة الماسة إلى وجود أصدقاء يمكن أن تؤدي في كثير من الأحيان إلى لعدم وجودهم. فإذا كان شخص ما في “حاجة ماسة” إلى أن يكون محاطًا بالناس. وعندما يشعر الآخرون بذلك فسوف يرتبطون به بقلق. وتبدأ التساؤلات حول سبب إقحام نفسه في عالمهم، ومن ثم إذا قمنا بتغيير كلمة “الحاجة” ليكون لديك أصدقاء إلى “الرغبة” في الحصول على أصدقاء سنجد أن الضغط ينخفض، فوجود الأصدقاء أمر مرغوب فيه، لأن الإنسان كائن اجتماعي، لكنه ليس ضرورة حيوية، لذلك اترك نفسك براحة وتحلى بالصبر، ودع الأمور تجري بمقاديرها وتفاعل بحيوية وستجد الصداقة التي تبحث عنها عاجلًا أم آجلًا”.
مجلة سيدتي