مؤشرات أولية حول الحكومة اللبنانية

 

خاص بوابة الشرق الأوسط الجديدة

بعد أن أستجابت الطبقة السياسية في لبنان, لمطالب الحراك الشعبي, و أتاحت الفرصة لتشكيل حكومة خبراء من خارج الأحزاب, برئاسة د. حسان دياب. باتت هذه الحكومة تحت الأنظار للتأكد من قيامها بالإصلاحات المطلوبة لإنقاذ لبنان من الأزمة التي وضعته في مهب الإنهيار الكارثي. و التساؤل المطروح : هل ستكون حكومة حسان دياب, عامل إنقاذ للبنان يضعه على طريق الإصلاح , أم ستكون مجرد قناع لتمويه إستمرار الطبقة السياسية المرفوضة شعبيا”؟؟

من المؤشرات الدالة على معنى هذه الحكومة, أن رئيسها و بمجرد توقيع مراسيم التشكيل, واجه ما تتهم به حكومته, من أنها حكومة اللون الواحد, و رد على الإتهام موضحا” ( بالفعل هي حكومة اللون الواحد. لون لبنان, كل لبنان)و في تضاعيف هذا المؤشر, أن دياب لم يتجاهل المواقف المشككة بحكومته, بل تعاطى معها بإيجابية, معتبرا” أن العمل على إنقاذ لبنان, هو مصلحة جميع اللبنانيين, و أنه سيطلب من جميع اللبنانيين, مساعدته في هذه المهمة الإنقاذية, بعيدا” عن التحزب و الحزبية,

كما أن إعلان دياب عن أولوية معالجة الواقع المالي و النقدي و الإقتصادي المأزوم, و إعتبار إسترداد المال المنهوب, و محاربة الفساد, و محاسبة الفاسدين, من أساس هذه الأولوية. كل ذلك شكل مؤشرا” معبرا” عن طبيعة هذه الحكومة. التي وضعت مطالب الحراك الشعبي حول الفساد و المال المنهوب, في أول أولويات عملها.

و شكلت توجيهات رئيس الحكومة, للجنة صياغة البيان الوزاري, مؤشرا” دالا” على طبيعة حكومته. حيث طلب من اللجنة, الإبتعاد عن إعطاء الوعود الوردية. و يجنب الشعارات الفضفاضة , و اللغة الخشبية. و هذا التوجه في وضع البيان الوزاري. الذي يعتبر خطة الحكومة, يؤشر على جدية الحكومة , و التعاطي مع الأهداف المطلوب تحقيقها , بروح عملية واقعية صادقة.

و المؤشر الذي يشكل الأشمل لعمل الحكومة, هو ما قاله رئيسها حسان دياب, في بداية جلسة البرلمان لإقرار الموازنة ( إن لبنان , يمر بظروف إستثنائية في كل شئ, تفرض علينا العمل وفق مبدأ الضرورة و العجلة )و هذا الفهم العميق, كما يستلزمه الوضع الإستثنائي, من إعتماد مبدأ الضرورة, ضرورة الإصلاح و الإنقاذ. و مبدأ العجلة أو السرعة في الإنجاز, لأن الخطر داهم و كارثي.

كل المؤشرات التي يمكن تلمسها من أداء رئيس الحكومة. بدءا” من ضم أربع  من نشطاء الحراك كوزراء, مرورا” بكل ما قدمناه و غيره, تشير إلى أننا أمام حكومة خبرة و خبراءبالفعل. و رغم أن كل ذلك مؤشر أولي, و لكنه يحمل آمالا” بتحقيق المطلوب, و يبدو أن الحراك بدأ يلحظ هذه الحقيقة. خاصة و أن شدته تتراجع تدريجيا”. و هذا ما ينبئ بإحتماية نجاح إستراتيجية الحكومة, بمراكمة العمل وفق التوجه الإصلاحي, على طريق تحقيق مطالب الشعب. و إخراجه من الأزمة, التي تهدد حياته, حاضرا” و مستقبلا”. ..

علينا المتابعة , لنرى إلى حد ستنجز الحكومة, و إلى مدى, سيتجاوب الحراك معها.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى