ماذا بعد حرب غزة وماذا يفعل العرب لضمان مصالحهم ؟؟!.. بعد أن أهينت إسرائيل على يد حماس في 7 تشرين. وبعد اسقاط نظرية الأمن الإسرائيلي الذي لا يقهر. تعمل تل أبيب ومن ورائها واشنطن والغرب الصهيوني كله على (بلع الإهانة) وتحويل الاتجاه لتحقيق أهداف صهيونية مبيتة تجاه القضية الفلسطينية وتجاه منطقة الشرق الاوسط كلها. وبدأت إسرائيل فورا بقصف همجي ومجنون لقطاع غزة. دون تمييز بين مدني وعسكري أو بين طفل وشيخ، أو امرأة ورجل. ومع القصف المجنون تهيء إسرائيل وتعمل و تعلن أنها ستأخذ القطاع بغزو بري يستكمل ( القضاء على حماس).
وأمريكا والغرب الصهيوني يوافقانها على هدف تدمير حماس. و في العلن يطلبون منها التريث في عملية الغزو البري وعدم التورط فيه لانه خطير. ولا يخفى على المراقب أن إسرائيل وأمريكا والغرب وحلفائهم يهيئون كل ما يلزم عسكريا وسياسيا وقانونيا واقتصاديا لتصفية القضية الفلسطينية و ترتيب شرق أوسط ليكون مريحا لإسرائيل والغرب الصهيوني. بالمقابل فإن الدول العربية تعلن تأييد الشعب الفلسطيني وتدين القصف وترفض الغزو البري وتطالب بإدخال المساعدات الإنسانية . فما هي سيناريوهات ما بعد الحرب؟؟؟ ماذا سيفعل الغرب الصهيوني؟؟ وما هي احتمالات الرد العربي لحفظ مصالح الأمة العربية في منطقتها وقضيتها؟؟؟
ماذا بعد حرب غزة وماذا يفعل العرب لضمان مصالحهم
تسعى واشنطن وإسرائيل والغرب الصهيوني لتحقيق وإنجاز هدفهم المتفقون عليه (إلغاء حماس) نهائياً اما بتدمير بناها وقتل عناصرها أو ترحيلها باتفاق سياسي كما حدث عند ترحيل منظمة التحرير من بيروت. وهناك حديث عن ترحيل حماس إلى قطر أو تركيا باعتبار أنهم أخوان مسلمون مرحب بهم في هذين البلدين. كما تخطط واشنطن كصديق لإسرائيل على إيجاد مسار لما بعد الحرب يقوم على اعتماد قوات حفظ سلام عربية من الأردن ومصر والإمارات وقطر والمغرب .
إضافة لسيطرة أمنية إسرائيلية على القطاع، و اختيار إدارة فلسطينية مدنية انتقالية في غزة تهيئ و تجري انتخابات تنتج سلطة مناسبة للمرحلة الجديدة، مرحلة الحل السياسي الجديد للقضية الفلسطينية تحت لافتة حل الدولتين، أو بأي إطار جديد ستفرضه الحرب ونتائجها .هذا تصور. وهناك سيناريو كوسوفو حيث يتم الحل عبر الأمم المتحدة كما حصل بكوسوفو بمساعدة قوات ليست أممية بل من دول أخرى للوصول إلى سلطة جديدة. وهذه التصورات والسيناريوهات لإنتاج سلطة فلسطينية جديدة يرى المخططون الغربيون أنها تحتاج بالمقابل لحكومة إسرائيلية جديدة بعيداً عن نتنياهو ورموز التطرف المجنون لتكون هذه الحكومة مناسبة لحل جديد أيضاً.
ماذا يفعل العرب لضمان مصالحهم
كل هذه المساعي الغربية الأمريكية الصهيونية تسعى طبعاً لإنهاء القضية الفلسطينية. ولكنها أيضاً تسعى إلى تحويل المنطقة العربية إلى بيئة أمنية عسكرية سياسية. تجعل لإسرائيل والغرب الصهيوني اليد العليا. ويوظف كل المنطقة وشعوبها للسيطرة الغربية الأمريكية الصهيونية .
فهل يفكر العرب في العمل الجدي كأمة أوكمجموعة دول صاحبة مصلحة مشتركة؟؟ هل يفكر العرب بالتدخل وبشكل مؤثر كي لا تصل إسرائيل إلى أهدافها المضادة والعدو للمصالح العربية؟؟؟ هل بدأ العرب التنسيق فيما بينهم لوضع سياسة ورسم خطوات عملية سياسية اقتصادية. وربما عسكريا كي لا تقع المنطقة العربية تحت السيطرة الصهيونية الغربية؟؟؟ أم أن هناك البعض ممن يظنون أن القضاء على حماس يصب في مصلحتهم. وأن السكوت عنه سياسة حكيمة؟؟؟
و هل سيعمل العرب لمنع إسرائيل من تحقيق أهدافها المعادية للعروبة والعرب؟؟؟ أم سيتركون الأمر إلى فصائل المقاومة وإيران. ويستقيلوا كدول من دورهم الأساسي الذي يجب أن تعمل كل فصائل المقاومة تحت إدارتها. أو في إطار دولها وتحقيقا لمصالحها الوطنية ؟؟؟؟ الم تروا كيف توحد الإسرائيليون ضد العرب ؟؟؟!!!
ضجيج الحرب يشوش الصورة، ومشاهد الجرائم الصهيونية المعادية ضد المدنيين والأطفال والمستشفيات والأحياء في غزة تلهي الناس وتشحن العواطف .هذا يصح على الجمهور العادي، لكن ألا يتوجب على القيادات السياسية للدول العربية أن تنظر إلى ما وراء الحرب. ألا يتوجب على الحكام العرب أن يدققوا في المآلات التي تذهب إليها المنطقة؟؟؟ وهل يجوز أن تبقى السلطات العربية أسيرة التصريحات و الخطابات و الادانات والشعارات و و وو و ألخ. بينما العدو الإسرائيلي والغرب الصهيوني يتوحدون و يتكاتفون ويعملون وينجزون ضمن مسار يهدد المنطقة العربية كلها ويستهدف العروبة في صميمها..
وسؤال المواطن العربي: إلى متى سيبقى الإنسان العربي عرضة للموت والغياب عن العصر والحرمان من الحياة الطبيعية نتيجة التهديد والعدوان الصهيوني أو نتيجة دعم سياسات حكامه و تبعية بعض قياداته للأجنبي ؟؟؟ إلى متى ؟؟؟؟