افتتاحية الموقع

ماذا يفعل العرب تجاه إنقلاب أردوغان من محاربتهم للتعاون معهم ؟؟!

من المرجح أن يكون رئيس المخابرات التركي حقان فيدال على رأس الوفد الأردوغاني إلى مصر لإستكمال المصالحة و تحقيق القبول المصري ( لمدخل للقبول العربي ) لإنقلاب أردوغان من محاربة العرب إلى التعاون معهم، مع إستعداده لتقديم كل ما يطلبون، بادئاً بالتخلي عن إخوان مصر لديه بما يشكل تخلياً واضحاً عن إيديولوجيته الإخوانية التي أشعلت عدوانه ضد العرب من مصر إلى سورية إلى الخليج و السعودية . . وترأس حقان فيدال للوفد التركي، وهو القابض على رقاب الإخوان في تركيا، يحمل الدلالة الواضحة على إستعداد أردوغان لحزم و توضيب قيادات الإخوان المصريين وتسليمهم إلى الحكومة المصرية إن طلبت ذلك … أي أن أردوغان يستميت على مصالحة العرب، ويستقتل على إستعادة التعاون معهم .

ألتقط أردوغان إحترام مصر للجرف القاري البحري التركي في إعلانها عن الإستكشاف شرق المتوسط ، واعتبرها علامة إيجابية أرتكز عليها لينطلق في طلب المصالحة والتعاون مع مصر، و السعودية، والإمارات . بادئاً بتحجيم الإخوان و وقف قنواتهم الإعلامية ، و منعهم من مهاجمة الدول العربية، خاصة مصر والسعودية والإمارات ، و تسفير عدد من قياداتهم إلى بريطانيا أو إندونيسيا . و طبعاً ينقلب أردوغان على نفسه، وعلى إيديولوجيته الإخوانية بهدف تحقيق مصالحه وأولها الإنخراط في منتدى غاز شرق المتوسط ، والتحالف مع العرب لمواجهة ما يتوقعه من إدارة بايدن والإتحاد الأوربي التابع له . . . فكيف سيتصرف العرب تجاه هذا الإنقلاب الأردوغاني ؟؟؟!

من مصلحة العرب طبعاً، وخاصة شرق المتوسط، أن تكون تركيا صديقاً متعاوناً، خاصة و أنهم كابدوا من عدوان أردوغان عليهم في السنوات الماضية والكثير من شروره . و رغم أنه أستهدف الأمن القومي المصري، و شيطن الدولة السعودية مستغلاً حادثة إغتيال جمال خاشقجي، وحاول زعزعة إستقرار الإمارات والكويت عبر الإخوان المسلمين فيهم .. رغم فداحة هذا العدوان الأردوغاني ، فإن من مصلحة العرب أن ينقلب أردوغان على نفسه ويرجع عن  سياسته العدوانيه طالباً التعاون . و لكن لا يمكن ضمان مصالح العرب بمواجهة أردوغان، إلا عبر التعامل معه كجبهة عربية واحدة تمثل المنطقة العربية، وتدفعه لتحقيق مصالح جميع الدول العربية، وخاصة التي اعتدى عليها وارتكب بحقها عدوانه وجرائمه .. مواجهة أردوغان كجبهة عربية واحدة هو الحل، وهو الضامن للمصالح العربية في أمنهم القومي، وفي مصالحهم الجيوسياسية من كل وجوهها ..

لا ينقص العرب البداهة السياسية ليعرفوا أن محك مصداقية أردوغان هو موقفه تجاه سورية حيث أرسل الإرهابيين، وساعد على إحتلال إدلب من قبل مسلحي الإخوان ومنوعاتهم . و بإعتماد العرب للتعامل مع إنقلاب أردوغان، عبر جبهة عربية شاملة، لا بد أن يكون من بين مطالبهم للرئيس التركي أن يشمل إنقلابه سورية، بحيث يوقف إرهاب الإخوان السوريين ضد وطنهم . كما يجب أن يشمل خطوات عملية تعبرعن مصداقية إنقلابه عبر إنسحابه من الأراضي السورية ، وإنجاز علاقات حسن جوار مع الدولة السورية تضمن له أمنه القومي الحدودي، خاصة وأن سورية أكثر القوى القادرة على منع قيام أي كيانات إنفصالية كردية تهدد تركيا كما تهدد سورية . ولا بد أن الدولة السورية تواكب تطورات المواقف الأردوغانية، ومن غير المستبعد أن تكون على إتصال وتنسيق مع مصر لمواجهة الإنقلاب الأردوغاني  بتفعيل موقف عربي ، خاصة وأن لا شئ يمنعه، لا عقوبات ولا قيصر ولا ما شابه ..

إن موقف أردوغان تجاه سورية يجب أن يكون معيار العرب لصدقية إنقلاب أردوغان، و معيار مصداقية طلب التعاون مع العرب في المنطقة . . فهل نرى العرب يتعاملون معه كجبهة واحدة موحدة ؟؟ و هل تتجاوز الدول العربية خلافاتها و هي تواجه أخطر مزعزع لأمنها و إستقرارها؟؟ و ربما تكون جبهة العرب الموحدة في التعامل مع إنقلاب أردوغان مقدمة لعمل عربي إقليمي يستجيب للتهديدات و المخاطر التي تحيق بالعرب وبالمنطقة … ربما!.

بوابة الشرق الأوسط الجديدة

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى