أنسام صيفية

ما طبيعة هذا النظام الحاكم ؟

 

ما طبيعة النظام الحاكم في الصين ؟ لقد حيرتني فعلا أخباره ، جانب من  هذا النظام يضرب بقسوة بالغة ، فيردي مئات الطلبة الذين خرجوا في تظاهرة لهم يطالبون بالحريات العامة – كما حدث منذ سنوات في حين نراه في الوقت نفسه يوسع الفسحة الممنوحة للعمل الإقتصادي الحر في جنوب البلاد خاصة ليصل التفاوت الطبقي في الصين حدّاً خارقاً مما يدفع إلى التساؤل: هل كان ممكنا حدوث هذا التفاوت لولا أن بعضاً من رجال الأعمال الصينيين – يقال أن عدداً منهم ينتمون للحزب الشيوعي ويشغلون مناصب هامة فيه – منحوا الحرية كاملة في أعمالهم مما يتنافى مع طبيعة النظام الشيوعي الذي كان سائدا في عهد ” ماوتسي تونغ” مؤسس الحزب !

ما تفسير هذا التغيير أو التناقض في تعامل الدولة مع الأفراد والجماعات في مسألة الحريات العامة ؟ خذوا مثلاً الأخبار المتداولة ولم تنكرها السلطة الحاكمة مما يدل على أنها أخبار صحيحة تقول بأنه في  قلب العاصمة بكين  يمتد  شارع إسمه ” جيمباو” بطول 800 متر كل سنتمتر مربع فيه يزن أضعاف وزنه ذهبا حيث نجد مثلاً وكالات السيارات الفخمة  ” رولزرايس ” و ” بوغاتي ” إضافة للمتاجر الفاخرة مثل ” غوتشي” و ” كارتييه” إلى جانب نادي النخبة المسمى ” هونغ كونغ جوجي كلوب ” و فنادق من فئة الخمس نجوم فما فوق …!

لقد بات أصحاب الثروات الألف – أو أكثر الآن – الأضخم في الصين المنشورة أسماؤهم بالترتيب حسب ثرواتهم في مجلة ” هورون ” مؤخراً يملكون مجتمعين 571 مليار دولار في أيلول من عام 2009 – و قد زادت هذه النسبة بالتأكيد في السنوات التي تلت… و في شارع ” جيمباو” المذكور تسود الأجواء الهادئة الرفيعة المستوى مع السجاد الفاخر السميك و أزهار الزنبق التي تزين صالونات نادي ” هونغ كونغ لركوب الخيل ” حيث يبلغ بدل العضوية 25 ألف يورو و حيث يستقدم  هذا النادي خياطين من إيطاليا لتفصيل  ثياب خاصة لأعضاء النادي عددهم 300 عضو ، هذا إذا لم نذكر بالمقابل نشاط عصابات المافيا في إستخدام التهريب و العنف للحصول على الثراء الفاحش الذي بلغوه فعلا.

لنفرض جدلاً أن هناك مبالغة في هذه الأخبار إلا أن واقع الحال كما بات معروفاً لدى الجميع أن التفاوت الطبقي قد تفاقم جداً في السنوات الأخيرة إلى حد ينافس أعتى الدول العريقة في النظام الرأسمالي و أن وجود شارع ” جيمباو” الآنف الذكر حقيقة لا ينكرها أحد و إن كان أشبه بالأساطير !!..

ما طبيعة النظام الحاكم حالياً في الصين إذن بعد كل هذه الأخبار وكيف أن الحزب الذي يحكم البلاد ما يزال يسمى نفسه شيوعياً ؟ مع أنه يختلف تماما عن أيام مؤسس الحزب وزعيمه المشهور جداً و الذي ما تزال صوره الكبيرة معلقة هنا أو هناك في الساحات العامة و الشوارع العريضة ، إلا إذا نزعوها مؤخراً .. و ماذا نسمي النظام الحاكم الآن ؟.. نظام شيوعي أم رأسمالي بمنطق آخر قابل للمناقشة مع النظام السائد في أوروبا و أمريكا … و حتى في زمن وباء الكورونا الأن لماذا كان أول ظهور لهذا الوباء الخطير في الصين التي تتهم الولايات المتحدة الأمريكية أنها هي التي دست فيروس الكورونا سراً في الصين التي بدأ من عندها هذا الوباء … هل هو وباء الصراع بين الدول الرأسمالية الكبرى ونحن ضحاياها ..؟ و هل  الصين الشيوعية إسماً هي واحدة من هذه الدول؟.. سؤال لا جواب كاف عليه حتى اليوم …

بوابة الشرق الاوسط الجديدة 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى