سلايدمشاهير

محمد سلّام يحرج «بو ناصر»: من غزّة سلام لـ«موسم الرياض»

تكتيك «النعامة» لم يجدِ مع «موسم الرياض». الممثل المصري محمد سلّام أجبر المنظّمين على إخراج رؤوسهم من الحفرة لدى اعتذاره المؤثّر عن عدم السفر إلى العاصمة السعودية لتقديم مسرحيته «زواج اصطناعي» (من بطولته وتأليف وإخراج محمد محمدي)، أولى المسرحيات المصرية في الموسم السعودي الذي سينطلق بعد غدٍ السبت، ومن المقرر أن يعرض 16 مسرحية مصرية بات نجومها في مأزق، إذ سيطالبهم الجمهور بعدم ترك سلّام وحيداً أمام عاصفة غضبٍ سعودية متوقعة. عبر فيديو تبلغ مدته ست دقائق، دقّ محمد سلّام جرس إنذار لكلّ الفنانين المصريين المشاركين في عروض «موسم الرياض» وحفلاته لعام 2023، وهو الحدث الترفيهي الأكبر في السعودية تحت إشراف رئيس «الهيئة العامة للترفيه» تركي آل الشيخ، بدعم مباشر من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.

محمد سلّام يحرج «بو ناصر»: من غزّة سلام لـ«موسم الرياض»

نسخة العام الحالي هي الرابعة من الحدث الذي لم يفكر منظموه للحظة في تأجيل انطلاقته. أو تعديل جدول عروضه تضامناً مع ما يجري لأهالي غزّة منذ السابع من تشرين الأوّل (أكتوبر) الحالي

. بداية الموسم بعد يومين، يفترض أن تكون بمباراة ملاكمة استعراضية . تحت شعار «أشرس رجل على وجه الأرض»، تجمع الثنائي البريطاني تايسون فيوري والكاميروني ــ الفرنسي فرانسيس نغانو. على أن تبدأ مسرحية «زواج اصطناعي» يوم الإثنين على «مسرح محمد العلي» في العاصمة السعودية. غير أنّ مصير العرض الآن بات غامضاً بعد اعتذار سلّام عن عدم المشاركة. ليس فقط لصعوبة استبداله بممثل آخر يجب أن يتدرب على الدور في أيام معدودة. لكن لأنّ أي ممثل سيقبل تأدية المهمّة لن يصمد أمام بركان الغضب المصري المتوقّع. وكان سلّام قد رمى الكرة في ملعب منظّمي الحدث. إذ أكّد أنّ تأخير إعلان اعتذاره جاء بعد انتظاره خيارين لم يتحققا: إما هدوء الأوضاع في غزّة ووقف إطلاق النار. وإما تأجيل «موسم الرياض» للأحداث الكوميدية لمدة كما فعل مهرجانا «الموسيقى العربية» و«القاهرة السينمائي» في مصر. وغيرهما من الفعاليات العربية.

علامة الاستفهام التي رسمها سلّام بصورة غير مباشرة،

أكّدت أنّ الموقف السياسي السعودي الفاتر مما يرتكبه الإسرائيليون بحقّ الشعب الفلسطيني لا ينفصل عن الموقف الفنّي والشعبي، وأنّ أي تضامن علني مع الفلسطينيين محظور، بدليل عدم التراجع عن إقامة «مهرجان البحر الأحمر السينمائي» الذي سينطلق في 30 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، وعدم تعديل أي مواعيد في فعاليات «موسم الرياض» الذي تباهى آل الشيخ كثيراً بـ «تفرّدها وتعدّدها» وبملايين المتفرجين الذين ينوي استقطابهم، من دون أدنى تفكير في التراجع. كأنّ المذابح وأصوات القصف والتدمير والبكاء لم تصل بعد إلى العاصمة السعودية.

سلّام الذي أحبّه الجمهور في شخصية «هَدْرس» في مسلسل «الكبير أوي»، أكد في نهاية الفيديو أنّه لا يزايد على أحد. ولم يعتذر مدفوعاً من أي جهة لتفادي الادّعاء بأنّ جهة مصرية طلبت منه إحراج السعودية.

ادعاء حتى لو برز، كان سيسقط سريعاً . كون بطل «وقفة رجالة» معروفاً عنه الابتعاد عن الإعلام والترندات وإثارة الجدل منذ بداية مشواره، رغم الشعبية الكبيرة التي يتمتع بها في المحروسة. وبالتالي، لن يستخدم فجأة لإثارة أزمة بين البلدين. لكن الأزمة الحقيقية الآن باتت في مقلب زملائه. سواء زميليه في المسرحية مي عزّ الدين وبيّومي فؤاد، اللذين سيطالهما الهجوم الأكبر إذا وقفا على المسرح يوم الإثنين المقبل وسط استمرار الإجرام الإسرائيلي في غزة، أو الممثلين الذين ارتبطوا بعروض مسرحية وكوميدية وغنائية أخرى في الأسابيع المقبلة في «موسم الرياض»، أبرزهم كريم عبد العزيز، ويسرا، وأحمد حلمي، وأمينة خليل، وليلى علوي… وضع محمد سلّام هؤلاء جميعاً في موقف لا يحسدون عليه عندما قال إنّ الكوميديا مطلوبة في كلّ الأوقات للترويح عن الناس، لكن بالتأكيد من يستحقون الدعم والترويح الآن ليسوا في الرياض وإنّما في غزّة.

 

صحيفة الاخبار اللبنانية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى