محمد عطية محمود يكشف عن ‘تجليات سرد الحياة’

القاهرة ـ عن سلسلة كتابات نقدية بالهيئة العامة لقصور الثقافة، صدر الكتاب النقدي “تجليات سرد الحياة .ـ قراءة في أدب نجيب محفوظ”، للكاتب والناقد المصري محمد عطية محمود.

والكتاب يتناول عبر توطئة كاشفة، وستة فصول، مسيرة الإبداع القصصي لنجيب محفوظ، بداية من الفصل الأول المعنون بـ : “همس الجنون.. همس الحياة والموت” عن مجموعته القصصية البكر “همس الجنون”، وصولا إلى الفصل السادس المعنون بـ “المرأة.. الحياة”، في محاولة حثيثة للإشارة إلى إبداع قصصي مفارق لا يقل عن إبداع محفوظ الروائي، بل هو ـ بحسب عطية ـ يرفده ويعضده، ويشق له قنوات متعددة وجديدة كما أشار الكاتب الباحث ودلل على ذلك من خلال فصول كتابه التي توازت فيها مرحلة الكتابة القصصية مع الروائية لدى نجيب محفوظ.. يعد الكتاب من القلائل التي تصدت لإبداع نجيب محفوظ القصصي، وسبر غوره.

يقول عطية في توطئته لكتابه:

“ينشغل الإبداع القصصي لنجيب محفوظ بالحياة، وتتجسد فيه صورها المتعددة، كما تتدرج فيه مستويات انشغاله بها منذ بدايات إبداعه، تبعا للمرحلة الزمنية/ الحالة السائدة في إبداعه بصورة عامة، بحيث دائما توجد الحياة ومترادفاتها ومضاداتها؛ فمن الحياة ينبثق الموت، ومن الموت تنبثق الحياة، وهكذا فالمبدع/ الإنسان في رحلة بحث دائمة فيما حوله وفي الآخرين، انطلاقا من ذاته، في وجه الوطن، وأديم أرضه وثراه، وفي أغواره، لا تني تنتهي إحدى مراحلها حتى تبدأ مرحلة أخرى أشد أو أخف وطأة؛ لتتواتر فيها سبل الإبداع ووسائله لتشكل هذا النسيج المتواشج المتنامي لمظاهر الحياة؛ فتمثل شهادته نحو الذات/ الإنسان/ الأرض/ الوطن، ميثاقا لا تقوض أركان علاقته بالواقع أي مؤثرات خارجية مسجلة حتى ولو كانت تاريخا يؤرخه مؤرخ؛ فالمبدع الصادق هو الأقرب لرصد علاقة مجتمعه بتاريخه في حقبته الزمنية/ حياته التي يعيشها ويبدع من خلالها”.

كما يعرض لما قاله محفوظ دفاعا عن قضيته مع الإبداع، وتصنيفات النقاد:

“وأنا لا أعتقد أن الظلم يقع علىّ بقدر ما يقع على الأدب ذاته، والمضحك والغريب أن قصصي القصيرة منتشرة بين القراء أكثر من كتاب القصة الفعليين، كل مجموعة طبعت خمس مرات، وكل طبعة بالآلاف. على أية حال إذا كان النقد قد ظلمني في هذا المجال، فقد عوضني القراء”.

صدر للكاتب محمد عطية محمود، 3 مجموعات قصصية، ورواية “دوامات الغياب” التي فازت بجائزة اتحاد الكتاب 2013، وله تحت الطبع بهيئة الكتاب مجموعة قصصية “عيون بيضاء”، وكتاب نقدي “القصة السكندرية بين الأصالة والتجريب والمعاصرة”، و”من إشكاليات الرواية العربية”.

كما حصل على عدة جوائز منها: جائزة إحسان عبد القدوس في الرواية 2011، جائزة مكتبة الإسكندرية في نقد محمد حافظ رجب 2012، وجائزة النقد بالهيئة العامة لقصور الثقافة 2007، والعديد من الجوائز، والمشاركات في المؤتمرات الإقليمية والدولية آخرها “ملتقى الرواية العربية” بالقاهرة مارس 2015 بمشاركة بحثية عن “شعرية السرد في الرواية العربية”.

ميدل ايست أونلاين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى