مدرسة الحياة تودع النجم ‘المشاغب’ سعيد صالح

القاهرة – توفي الجمعة الممثل الكوميدي المصري سعيد صالح عن عمر 76 سنة إثر تعرضه لغيبوبة الخميس نقل على إثرها لمستشفى القوات المسلحة المصرية قبل أن تفشل جهود الأطباء في إنقاذه.

وكان سعيد صالح قد تعرض منذ فترة لقرحة في المعدة وخضع لعملية نقل دم لمواجهة الأنيميا، وقام محمد صابر عرب وزير الثقافة المصري وقتها بزيارته في المستشفى.

وظل الممثل الكوميدي المشهور في المستشفى عدة أسابيع زاره خلالها العديد من مشاهير الفن في مصر.

وولد سعيد صالح في 1938، وحصل على ليسانس الآداب عام 1960، واكتشفه حسن يوسف الذي قدمه إلى مسرح التلفزيون.

وعمل الممثل القدير في أكثر من 500 فيلم وأكثر من 300 مسرحية، وكان يقول دائما “السينما المصرية أنتجت 1500 فيلم أنا نصيبي منهم الثلث”. ويعتبر الفنان سعيد صالح من اكثر الشخصيات المصرية الكوميدية شهرة بجانب “الزعيم” عادل امام الذي يعتبر رفيق دربه وخاصة بعد قيامه بدور الطالب المشاغب في مسرحية “مدرسة المشاغبين” والتي تعد من الاعمال الخالدة له واستمر عرضها لمدة ست سنوات لم يخفت فيها بريقها بل زاد في التوهج والاشعاع في كل مرة.

وشق سعيد صالح طريقه بعد المسرحية الشهيرة في عالم النجومية والفن حيث ادى العديد من الادوار بجانب الفنان عادل امام منها فيلم “سلام يا صاحبي” و”الهلفوت”.

وتميز رفيق “الزعيم” بتقمص دور الابن المشاغب في المسرحية الكوميدية الشهيرة “العيال كبرت” التي اعتبرها نقاد فاقت نجاح سابقتها.

واشتهر الممثل الكوميدي المخضرم بخروجه عن النص في الكثير من مسرحياته. كما انه كان يتقن تمثيل دور الشاب المشاكس والمشاغب والمحب للحياة واللهو في ادواره السينمائية.

وادى الغناء والتلحين في بعض المسرحيات.

وابتعد سعيد صالح قبل وفاته بفترة طويلة عن عالم الفن والتمثيل لسوء حالته الصحية وعدم قدرته على اداء الادوار المطلوبة منه ليجد نفسه يعاني من مشاكل عائلية وخاصة بالفترة الاخيرة.

وتعرض النجم المصري الى فترات حرجة في حياته الشخصية حيث أُلقي القبض عليه بسبب تدخين مخدر (الحشيش) وقضى فترة عقوبة في السجن. وفي تصريحات سابقة اعتبر الممثل الكوميدي ان فترة السجن التي دخلها كانت سببها الحقيقي والخفي انتقاده الدائم للحكومة والفساد في البلاد وليس بسبب المخدرات.

وشدد نجم “العيال كبرت” على أنه لم يغر من نجومية عادل إمام رغم أنه كان متفوقًا عليه في بداية دخولهما الفن، مشيرًا إلى أنه لم يكن هدفه النجومية بقدر ما كان هدفه انتقاد السلبيات الموجودة في المجتمع من خلال أعماله التي أدت إلى دخوله السجن أكثر من مرة.

وكان لصالح مواقف سياسية طالما عبر عنها على خشبة المسرح تتمحور حول المطالبة بالحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية وهو ما تسبب في ايقافه عدة مرات من قبل السلطات اثناء حكم الرئيسين محمد انور السادات وحسني مبارك.

وكان نجم “مدرسة المشاغبين” وقف على الخشبة في مسرحية شهيرة له قال فيها: “أمي إتجوزت 3 مرات… الأول وكلنا المش، والتاني علمنا الغش، والتالت لا بيهش ولا بينش” قاصداً بذلك رؤساء مصر الذين تناوبوا على الحكم، فحكم عليه المستشار المصري راغب سامي صالح بالسجن ستة أشهر.

وشدد الممثل “المشاغب” في تصريحات صحفية على أنه لم يعد يتناول المخدرات أو لديه علاقات نسائية وأنه أصبح ملتزمًا دينيًا واقترب من الله.
ويبدو أن صالح أراد أن يودع عالم الفن ويختتم حياته الفنية بظهور ولو قصير مع عادل إمام حيث برز في مشهد قصير في فيلم زهايمر الذي عرض في 2010.

وشدد صالح على أنه لا يخاف من المرض ولا الموت، خاصة وأن الموت “واجب علينا جميعًا”، لافتًا إلى أنه ينتظر لقاء الله بفارغ الصبر، لكنه أكد عدم ندمه على تناول المخدرات خاصة وأنها لم تدمره.

ولم تحدد اسرته موعد تشييع الجنازة وتلقي واجب العزاء إلا بعد انتهاء إجراءات خروج جثمانه من المستشفى.

ويرى نقاد فنيون ان سعيد صالح نجح في تأسيس مدرسة كوميدية خاصة به تبعه فيها اخرون، وهو ما ساهم في اضفاء مذاق خاص على أعماله السنيمائية والمسرحية.

ميدل ايست أونلاين