مستقبل واعد للأجهزة القابلة للارتداء في الرعاية الصحية
يعمل الباحثون على تطوير أجهزة يالقابلة للارتداء لتغيير طريقة مراقبة وتشخيص وعلاج الحالات الحادة والمزمنة من الأمراض، بما فيها كوفيد-19.
ويستخدم عدد متزايد من الأشخاص الأجهزة القابلة للارتداء لفهم صحتهم بشكل أفضل، وهناك مجموعة متنوعة من الأجهزة الجديدة المثيرة التي يتم تطويرها، بما في ذلك الوشم والعدسات اللاصقة والملابس، والتي يمكنها مراقبة مجموعة من الإشارات الصحية المختلفة وتزويدنا ببيانات في الوقت الفعلي حول أجسامنا، والآن، يعتقد الباحثون أن هذه البيانات يمكن أن تساعد في تشخيص وعلاج كوفيد-19.
لقد غيرت الهواتف الذكية وأجهزة تتبع اللياقة البدنية والساعات الذكية بشكل جذري الطريقة التي نفهم بها صحتنا ولياقتنا الشخصية، إذ تسمح لنا هذه الأجهزة بمراقبة صحتنا من خلال قياسات معدل ضربات القلب والحركة وحتى مستويات الأكسجين في الدم.
يقول باحثون في كلية لندن الإمبريالية وجامعة فرايبورغ الألمانية إن الأجهزة القابلة للارتداء التي تطور شبكة من البيانات الصحية حول المريض، تسمح بالتشخيص المبكر لكوفيد-19، حتى عندما يكون المريض بدون أعراض.
ويشير الباحثون إلى أن الدراسات السابقة في هذا المجال أظهرت بيانات واعدة ولكنها كانت محدودة لعدة أسباب، منها أن هذه الأجهزة لم تتمكن من التمييز بين كوفيد وغيره من الإصابات الفيروسية المماثلة، وكان من المرجح أن تظهر البيانات تحيزًا لأن الساعات الذكية متاحة بشكل عام للمجتمعات ذات الدخل المرتفع.
الميزة الرئيسية للأجهزة القابلة للارتداء هي قدرتها على جمع المعلومات في الوقت الفعلي
وكانت هناك أيضًا حاجة إلى كميات كبيرة من البيانات من أجل إجراء تحليل دقيق، مما يجعل تشخيص مسببات الأمراض الجديدة أمرًا صعبًا.
ويقترح الباحثون في دراستهم التي نشرت في مجلة “نيتشر إليكترونيكس” أن استخدام الأجهزة القابلة للارتداء للكشف عن كوفيد-19 يمكن أن يزداد بشكل كبير من خلال استخدام شبكة من الأجهزة.
هناك مجموعة واسعة من الأجهزة الجديدة منخفضة التكلفة القابلة للارتداء والتي تقيس الكميات المادية المختلفة قيد التطوير حاليًا وتشمل الملابس التي يمكن أن تكشف عن وجود جزيئات معينة أو مؤشرات حيوية في العرق؛ وأقنعة الوجه التي يمكنها تحليل التنفس والكشف عن الأمراض المنقولة بالهواء؛ والعدسات اللاصقة التي يمكنها قياس ضغط السائل داخل العين وسيساعد استخدام العديد من هذه الأجهزة معًا في تكوين صورة أوضح لصحة المريض، دون الحاجة إلى كميات كبيرة من البيانات.
ووفقا لموقع “تيك إكسبلور” يقول الدكتور علي يتيسن من قسم الهندسة الكيميائية في كلية لندن الامبريالية: “
من خلال استخدام مجموعة من الأجهزة القابلة للارتداء المختلفة، يمكننا جمع البيانات عن إشارات المريض المختلفة، مثل الحركة أو معدل التنفس أو تركيز المؤشرات الحيوية في العرق، وتُستخدم للتشخيص قبل ظهور الأعراض وبدون أعراض أو مراقبة صحة مرضى كورونا أو تقييم العلاجات”.
وستكون الكمامات الذكية، على وجه الخصوص مفيدة جدًا في اكتشاف كورونا فقد أصبحت أقنعة الوجه بالفعل جزءًا من حياتنا اليومية، لذا لن يكون من الصعب تشجيع أعداد كبيرة من الناس على ارتدائها.
ويقول الدكتور فيرات جودر من قسم الهندسة الحيوية في كلية لندن: “إن استخدام أقنعة الوجه الذكية يمكن أن يسمح لنا بالوصول المستمر إلى البيانات الفسيولوجية ذات الصلة طبيًا بطريقة غير جراحية. وفي الماضي، كان من الممكن الوصول إلى هذه البيانات فقط إذا تم تقييم مريض في عيادة من قبل متخصصين في الرعاية الصحية
ويمكن لأقنعة الوجه الذكية أيضًا مراقبة الهواء المحيط بمن يرتديها، وربما تنبههم أيضًا إلى وجود جزيئات ضارة محمولة في الهواء هذا البحث لا يتوقف عند كوفيد-19 فقد طور الباحثون بالتعاون مع نظرائهم في جامعة كاليفورنيا ديفيس. وشمًا يغير لونه في وجود بعض المؤشرات الحيوية ويمكن أن تبقي هذه الأوشام الشخص المصاب بالسكري على علم بمستويات الغلوكوز في دمه أو تخبر الشخص المصاب بمرض هرموني أو أيضي إذا تغير الرقم الهيدروجيني للجسم.
وهذا مجرد مثال واحد على جهاز جديد مثير للارتداء، ويبدو أن هناك عددًا لا حصر له من الاستخدامات للتقنيات القابلة للارتداء في الطب، والتي يمكن أن تغير حقًا الطريقة التي نقيم بها صحتنا ونعاملها.
وأوضح الدكتور يتيسن: “الميزة الرئيسية للأجهزة القابلة للارتداء هي قدرتها على جمع المعلومات في الوقت الفعلي، وهذا يمكن أن يغير الطريقة التي نجمع بها البيانات الطبية من خلال السماح بقياسات الاتجاهات والتغيرات الأيضية المفاجئة بين الفحوصات.”
ونظرًا لأن هذه الأجهزة أصبحت أصغر حجمًا وأرخص سعرًا، فستصبح في متناول الشخص العادي، وقد لا يمر وقت طويل قبل أن نتمكن جميعًا من مراقبة كل جانب من جوانب صحتنا من خلال الملابس والوشم وأقنعة الوجه.