مع اقتراب التوقيع على الاتفاق النووي: العدو يدرس الخيار العسكري ضد إيران
تشير التقديرات الإسرائيلية إلى اقتراب موعد توقيع الاتفاق النووي بين إيران دول الـ«4+1»، «خلال أسابيع قليلة، إن لم يكن خلال أيام». طبقاً لما نقله المحلّل العسكري في صحيفة «هآرتس»، عاموس هرئيل، اليوم. وبحسبه، فإن «الانطباع السائد لدى الحكومة وجهاز الأمن الإسرائيلي، هو أن الإدارة الأميركية مصرّة على توقيع الاتفاق وإنهاء المسألة النووية، من أجل وقف أنشطة تخصيب اليورانيوزم الإيرانية وكذلك بسبب الحاجة إلى التركيز على مناطق أخرى ملحّة أكثر، وفي مقدّمتها المنافسة مع الصين والحرب في أوكرانيا».
وأضاف هرئيل أن «المستويَين السياسي والأمني في إسرائيل، يعترفون بأن التأثير على مواقف الولايات المتحدة في المفاوضات (مع إيران) كان ضئيلاً للغاية، بسبب رغبة الرئيس الأميركي جو بايدن بالإسراع للتوقيع على الاتفاق النووي. والإنصات الأميركي للتحفظات الإسرائيلية كان متدنّياً، والمفاوضون الأميركيون في فيينا لم يشددوا مواقفهم في أعقاب التخوفات الإسرائيلية». فقد كانت إسرائيل ومن خلال اتصالاتها ومحادثاتها مع الإدارة الأميركية، قد كررت أكثر من مرّة أن الإدارة الجديدة تعيد الوضع إلى سابق عهده، وأنها بذلك تحاول تصحيح الضرر الذي تسبب به انسحاب الإدارة الأميركية السابقة، بقيادة دونالد ترامب، من الاتفاق الذي وُقّع في العام 2015، بتأثير من رئيس الوزراء السابق وزعيم المعارضة الحالي، بنيامين نتنياهو».
وتدّعي اسرائيل أن «الاتفاق الجديد لا يُعيد الوضع بشكل بسيط إلى ما كان عليه في العام 2015، لأنه خلال السنوات الماضية، منذ الانسحاب الأميركي من الاتفاق، جمعت السعودية خبرات تكنولوجية كثيرة، ووضعت أجهزة طرد مركزي جديدة ومتطوّرة، وجمعت كميات كبيرة من اليورانيوم المخصّب». كما أن البند المتعلّق بالرفع التدريجي للمطالب من إيران، سيبدأ في العام 2025 ويستمر حتى العام 2031، وبذلك «سيُزيل في مرحلة مبكرة القيود على إيران بتشغيل أجهزة طرد مركزي».
ولفت المحلّل الإسرائيلي إلى أن تعزيز قوة الجيش الإسرائيلي و«الموساد» وأجهزة أمنية أخرى، «غايتها الاستعداد لاحتمال انهيار الاتفاق وأن تُضطر إسرائيل إلى إعادة دراسة الخيار العسكري من أجل وقف البرنامج النووي». وأشار في هذا السياق إلى أن نتنياهو درس هذه الإمكانية في الأعوام 2009 – 2012، لكن قادة الأجهزة الأمنية «عارضوا ذلك بشدّة»، ورأى أن إسرائيل تقود توجّهاً هجومياً ضد إيران. وهو توجّه فيه مخاطرة بالتورّط (بالحرب العسكرية) مع إيران نفسها أكثر من أذرعها القريبة من الحدود الإسرائيلية».
وطبقاً لهرئيل، ينعكس ذلك في «توثيق التعاون بين إسرائيل ودول عربية، من أجل ترسيخ نظام ردع واعتراض مشترك للصواريخ والطائرات المسيّرة من إيران». ولم يستبعد المحلل أن يكون هذا الموضوع «قد بُحث بجدية بين إسرائيل ودول الخليج». ولفت إلى أهمية السعودية على مستوى موقعها الجغرافي القريب من الحدود الإيرانية؛ حيث تسعى إسرائيل إلى توقيع اتفاق تطبيع علاقات مع السعودية من أجل نشر ردارات على أراضيها تتيح الردع أمام إطلاق صواريخ من إيران باتجاه الكيان.