افتتاحية الموقع

مقارنة بسيطة بين بعض من المجتمعات الغربية والعربية ..

د. ماهر عصام المملوك

عندما ننظر إلى تراجع الحريات والخدمات وتطور رفاهية الإنسان في المجتمعات الغربية، نجد أن هناك عدة عوامل تساهم في هذا التغيير الدراماتيكي.

لسنوات عديدة، كانت المجتمعات الغربية تعتبرهي الرائدة في مجالات الحريات الفردية والخدمات الاجتماعية وتطوير مستوى الرفاهية للفرد. إلا أن هذه الريادة تعرضت وما زالت تتعرض لتراجعات ملحوظة ومهمة وهناك مجموعة من العوامل التي ساهمت في هذا التحول هي:

1. التحولات الاقتصادية:

شهدت المجتمعات الغربية تحولات اقتصادية هائلة، بما في ذلك التحول من الاقتصاد الصناعي إلى الاقتصاد المعرفي والرقمي. هذا التحول يمكن أن يؤدي إلى تراجع في بعض الخدمات الاجتماعية نظرًا لتفضيل الشركات للربحية على تلبية احتياجات المجتمع.

2. التغيرات السياسية والاجتماعية:

شهدت المجتمعات الغربية تغيرات سياسية واجتماعية ملموسة، بما في ذلك تزايد الانقسامات الاجتماعية وتصاعد التوترات السياسية. قد يؤدي هذا التوتر إلى تقييد بعض الحريات الفردية تحت مظلة الأمن الوطني ومكافحة الإرهاب.

3. التكنولوجيا والتواصل الاجتماعي:

على الرغم من أن التكنولوجيا قد أدت إلى تقدم هائل في بعض الجوانب، إلا أنها أيضًا ساهمت في تغيير ديناميكيات المجتمع والتفاعلات الاجتماعية. قد يؤدي هذا إلى انحسار بعض الحريات الفردية نتيجة لتقييد الخصوصية وزيادة الرقابة الرقمية.

4. التحديات البيئية والصحية:

تواجه المجتمعات الغربية تحديات بيئية وصحية متزايدة، مثل تغير المناخ وانتشار الأمراض الوبائية. هذه التحديات قد تستدعي تدابير احترازية تؤثر على بعض الحريات الفردية من أجل حماية الصحة العامة.

5. التحولات الديمغرافية:

مع تزايد عدد كبار السن وتغير توزيع السكان، تواجه المجتمعات الغربية تحديات في توفير الخدمات الاجتماعية والرعاية الصحية لهذه الفئة العمرية المتزايدة.

باختصار، تعتبر هذه العوامل مجموعة معقدة من العوامل التي ساهمت في تراجع الحريات والخدمات وتطور رفاهية الإنسان في المجتمعات الغربية، وتحولها من المجتمعات الرائدة إلى المجتمعات المتأثرة بالتحديات العصرية والتقنية  التي لاسقف ولاحدود لتطورها  .

ما أريد الوصول له والتركيز عليه هو في الحقيقة المجردة والملموسة والتي  لا يمكن تحديدها  بشكل قاطع بدون بحث أو تحليل عميق في ما وصلت اليه المجتمعات الغربية من تردي في الخدمات والحياة المريحة  لمواطنيها وعلى العكس  اصبحت هذه المجتمعات عبارة عن ماكينة قاسية تطحن ما لا يتأقلم مع أسلوب الحياة الحديثة والممكنة فيها  .

فموضوع التفوق العرقي  والغيرة بين المجتمعات الغربية والشرقية واختلاف الثقافات والعادات والتقاليد  بين الشمال والجنوب قد تكون كلها عوامل مؤثرة في اغلب الأحيان، ولكن هناك عوامل أخرى مثل السياسة والاقتصاد والعوامل الجيوسياسية التي تلعب أدواراً مهمة أيضًا في تشكيل العلاقات بين المجتمعات.

يمكن أن تكون هذه الأسباب مجتمعة وراء قلق واهتمام  البشرية  بالأحداث الطبيعية والتغيرات المناخية بالمجمل على مستقبل البشرية القادم وغير المألوف لهم في سابق زمانهم الغابر .

وقد تزيد وسائل الإعلام الغربية بامكانياتها  الضخمة من حجم التغطية للأحداث الجوية غير العادية في كافة أنحاء المعمورة بالأسلوب الذي تجده يتناسب مع مصالحها  وغاياتها وأهدافها.

ولنأخذ على سبيل المثال امراً حقيقياً وواقعياً عشناه ولمسناه هذا الأسبوع وهو ماحصل  في الإمارات من ظروف مناخية استثنائية لم تره هذه المنطقة منذ اكثر من خمس وسبعين عاماً  من تركيز الإعلام الغربي على هذه الظاهرة المناخية الخاصة والتركيز عليها وعلى امكانية وقدرة هذه الدولة وبنيتها التحتية ومنشأتها الكبيرة كانت ام الصغيرة منها وروايات وحكايات وقصص عن قدرة هذا البلد للتصدي وإعادة الحياة الطبيعية لها كما كانت عليه في  الايام القليلة الماضية قبل العاصفة ، ولكن السؤال هو: لماذا هذا التركيز الممنهج وتسليط الأضواء على الخليج وعلى الإمارات بشكل خاص .

لماذا هذا التركيز وما هي أسبابه في  وسائل الإعلام الغربية على الإمارات بشكل خاص .

لاشك ان أحد اهم الأسباب هو صعوبة وعدم قبول الكثير من الجهات الغربية قبول  التطور الاقتصادي والاجتماعي السريع الذي شهدته الإمارات خلال العقود الأخيرة، مما أثار اهتمام العالم بنموها وتقدمها، بالإضافة لما أصبحت  تشكله الإمارات  كمركز هام للأعمال والاستثمارات على مستوى العالم، مما جعلها محط أنظار المستثمرين والراغبين في التجارة الدولية، وهو ما مكن  الإمارات من ان تقوم بمبادرات ومشاريع عديدة في مجالات مختلفة مثل السياحة، التكنولوجيا، والابتكار، وهذا ما يجعلها موضوعًا للتغطية الإعلامية الواسعة.

تُعتبر الإمارات بالفعل دانة الدنيا. فهي بلد  يتألق بجماله وتميزه في كل مجالات الحياة. ورغم التحديات التي تواجهه على مختلف الصعد ، إلا أن روح التفاؤل والعمل الجاد تظل سمة مميزة في هذا الشعب المتميز  وقيادته الحكيمة .

وهذا المثال يمكن أن يكون أو أن يشكل قدوة للمجتمعات العربية الأخرى وحافزاً على الإنجاز والتطور وبناء منظومات وبنى تحمل في أساسها التطور وتحقيق الرخاء لشعوبها مقارنة مع المجتمعات الغربية التي على ما يبدو تنحو نحو مؤشرات تراجع واضحة كما أسلفنا.

بوابة الشرق الأوسط الجديدة

لزيارة موقع بوابة الشرق الاوسط الجديدة على الفيسبوك

لزيارة موقع بوابة الشرق الاوسط الجديدة على التويتر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى