مقاهي الإسكندرية … ملتقى الأدباء والمثقفين

تُعرف مدن كثيرة حول العالم بمقاهيها، فالمقهى غالباً يكون أكثر من مجرد مكان يلتقي فيه بعض الناس لاحتساء المشروبات بل يكاد أن يكون ملتقى للنماذج المتحدة بالاهتمامات والرؤى.

في مصر لم يقتصر الدور الذي لعبه المقهى على القاهرة، بل تعدى تلك الجغرافيا إلى الإسكندرية التي يعدها البعض العاصمة الثقافية الأولى، ومن أشهر المقاهي فيها «السلطان حسين» الذي يقع في واحد من أهم شوارع الإسكندرية ويحمل الاسم ذاته في عرف الناس، بينما هو في الأوراق الرسمية «شارع الشهيد صلاح مصطفى»… وهذا المقهى من الممكن تصنيفه من حيث الدرجة بأنه مقهى للطبقة فوق المتوسطة.

وكذلك يشتهر مقهى «النيل» الذي يقع في ميدان المنشية العريق، ولهذا المقهى ميزة نسبية، إذ إنه اشتهر كساحة مفتوحة للعب الشطرنج. ومن المقاهي المعروفة في الإسكندرية والتي تلعب دوراً كبيراً في إثراء الحياة الفنية والثقافية «القهوة التجارية»، وهو الملتقى الأول اليومي لغالبية المشتغلين والمهتمين بالحركة الأدبية والثقافية في الثغر، إذ يقصده يومياً عدد كبير من هؤلاء ومن الصحافيين في المدينة. ويمكن التأكيد أن ما من معنيّ بالحركة الثقافية أو مهتمّ بها إلا أتى وإن مرة واحدة على الأقل إلى «القهوة التجارية».

ويقع خلف «التجارية» مباشرة مقهى آخر هو «القهوة الوطنية». ويلاحظ أن العاملين في هذه المقاهي يعرفون روادها بالأسماء وأيضاً الرواد يعرفون العاملين بالأسماء، حتى أن بعض الفنانين والمخرجين يستعينون بهؤلاء العاملين أحياناً في بعض الأعمال الفنية والسينمائية التي يصورونها.

ويقع على الكورنيش مباشرة مقهى «كريستال»، وإلى جواره مقهى «الريفييرا» وكانا في الماضي يشكلان مقهى واحداً. أما مقهى «الريحاني» فيمكن اعتباره من المقاهي ذات الدرجة السياحية، وقد أقيم على أطلال «مسرح الريحاني» بعد هدمه. ويقع المقهى على شاطئ البحر مباشرة.

أما أشهر المقاهي الإسكندرية على الإطلاق فهو مقهى «علي الهندي» المعروف شعبياً باسم «قهوة خبيني» نظراً إلى وقوعه جغرافياً في حي المنشية. وهو أيضاً ملتقى لكثير من الأدباء والشعراء والفنانين في المدينة.

ومن المقاهي الذائعة الصيت ليس لإهالي الإسكندرية فحسب بل لزوارها أيضاً «قهوة عبدالكريم» التي تقع في قلب ميدان سيدي جابر، وهو أحد الميادين الرئيسة في المدينة ومحطة وصول كثيرٍ من زوارها من مختلف محافظات مصر.

وإذا تركنا وسط المدينة وقصدنا داخلها سنصل حتماً إلى مقهى «البطل»، وهو من المقاهي المشهورة في حي باكوس العتيق في المدينة الذي يقع في قلب الميدان العامر بالحركة ليلاً ونهاراً. وفي هذه المنطقة يقع مقهى آخر يسمى «زيجوتو»، ويحاذي خط ترام الرمل.

وهكذا فإن المقاهي في الإسكندرية ليست فقط مكاناً لتمضية الوقت، بل تعدّ وبحقّ ملتقى كثير من الأصدقاء والأتراب، ومحطة لشتى أنواع الفنون والثقافة، وكثيراً ما نجد ملصقات إعلانية عن بعض النشاطات الثقافية والفنية في المدينة على جدران المقاهي المذكورة.

صحيفة الحياة اللندنية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى