مقترح ماكرون على طاولة «الدول السبع»: ظريف يشيد بالمبادرة الفرنسية

 

عادت مبادرة الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، إلى الحياة، بعد تراجع في زخمها فَرَضه التصعيد بين طهران وكلّ من لندن وواشنطن. لكن الأسابيع الماضية لم توقف اتصالات ماكرون بعيداً من الأضواء لمواصلة بحثه عن كوّة في جدار التوتر. أهمية تفعيل مبادرة باريس تأتي من اتجاهين: الأول، إمكانية أن تفضي إلى حلول على خط إيران ــــ أوروبا في شأن الاتفاق النووي قبيل انتهاء المهلة الإيرانية الثانية الشهر المقبل. الثاني، أن ماكرون يأخذ بالحسبان هذه المرة الجانب الأميركي، وبالتالي لا يحصر تحرّكه بالمشكلة الإيرانية الأوروبية.

لا يزال الرئيس الفرنسي يؤكد أنه يريد لمساعيه أن تشمل الجانب الأميركي، إلا أن الهجوم الذي شنّه الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، قبل مدة، على المبادرة الفرنسية بخصوص إيران، لا يزال يخيّم على تحرّك ماكرون، معطياً انطباعاً سلبياً عن إمكانية إحداث اختراق في الاتجاه الثاني. لكن ماكرون يحاول استغلال قمة «مجموعة الدول الصناعية السبع» في مدينة بياريتس (جنوب غرب فرنسا) لإحداث فارق، وهو ما يفسّر تكثيف جهوده في الوقت الحالي، عشية القمة. ويبدو أن استضافة ماكرون لرئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، قبل قمة بياريتس، شملت أيضاً توحيد الموقف تجاه الملف الإيراني، إذ أكدت وسائل إعلام فرنسية أن لندن ملتزمة الموقف الموحّد للترويكا الأوروبية بخصوص ملف إيران، وهي لا تزال تدعم الاتفاق النووي، وفق مصادر بريطانية نقلت عن جونسون قوله إن لندن «لن تغيّر موقفها وستواصل دعمها للاتفاق النووي»، ما يعني أن الأجواء في القمة ستكون «إيجابية» وموحدة أوروبياً بوجه الموقف الأميركي، وما يعني أيضاً تجاوز لندن لأزمة الناقلات.

وسط هذه الأجواء، التقى ماكرون، أمس، وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، في باريس. الأخير الذي بدا متفائلاً ونوّه بوجود «نقاط اتفاق» في مقترح ماكرون، كان قد حمل رسائل من رئيسه، حسن روحاني، لنظيره الفرنسي. وقال ظريف إن ماكرون اتصل بالرئيس الإيراني «وعرض عدة مقترحات»، مضيفاً أن «الرئيس روحاني كلّفني الذهاب ولقاء الرئيس ماكرون لمعرفة ما إذا كان بإمكاننا وضع صيغة نهائية لبعض المقترحات بما يسمح لكل طرف بالوفاء بالتزاماته في إطار» الاتفاق النووي.

في المحصلة، سيكون في جعبة ماكرون مقترح لتقديمه على طاولة قمة الدول السبع، على رغم الانقسامات. المقترح الذي لمّح إليه الأربعاء الماضي، يقوم على تخفيف بعض العقوبات، مقابل عودة إيران عن إجراءاتها إزاء التزام بنود الاتفاق النووي، أو خيار ثانٍ يقوم على توفير «آلية تعويض لتمكين الشعب الإيراني من العيش بطرقة أفضل» في إشارة إلى خطة بديلة لا تشمل الأميركيين. ردّ طهران على اتصال ماكرون بروحاني، وزيارة ظريف باريس عشية القمة وتصريحاته المتفائلة اللاحقة، جميعها مؤشرات على وجود فرصة لمبادرة ماكرون، وإن كان كل ذلك رهن ردّ فعل الرئيس الأميركي في القمّة في اليومين المقبلين.

صحيفة الأخبار اللبنانية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى