فن و ثقافة

ملاحظات حول محاضرة : طقوس الخطبة والزواج في سورية

خاص

عكست المحاضرة التي ألقتها الباحثة هنادة أسطواني في المركز الثقافي في أبي رمانة عن طقوس الخطبة والزواج في سورية شيئا من الخلاف الذي جرى ويجري حول البيئة الشامية وتكويناتها وأجوائها والصورة التي ظهرت بها في الأعمال الدرامية السورية.

وكان اتساع العنوان سبباً في إثارة الانتباه إلى الخلط الذي جرى خلال المحاضرة بين تلك الطقوس في الشام وبينها في أماكن أخرى، وقالت الباحثة الأسطواني، وهي باحثة في علم النفس والعلوم الاجتماعية، كما قدمت نفسها، إن الخطوات التي تتبع على هذا الصعيد تختلف بين منطقة وأخرى وبين الريف والمدينة وبين مدينة وأخرى، لكن تركيزها على البيئة الشامية، أفقدها حتى الأسس التي ينبغي الاستناد إليها في عملية البحث.

ماهي الخطوات التي تتبع عادة في هذه الطقوس؟

لخصت السيدة المحاضرة هذه الطقوس بالعناوين التالية :
  • أن العريس يبحث عن العروس لابنها، وقد يقوم بهذا الدور الأخوات أو العمات أو الخالات.
  • تجري زيارة (نسائية) لأهل العروس.
  • تجري زيارة ثانية يتشارك فيها الابن لمشاهدة العروس.
  • عند القبول المبدئي يجري الترتيب لطلب رسمي ليد العروس.
  • تتعدد الزيارات بصحبة الأب أو العم أو الخال ويتم شرح وضع العريس ، ويقوم أهل العريس بإعطاء أهل العروس مهلة للتفكير والتقصي عن العريس نفسه .
  • عند الإياب تجري قراءة الفاتحة، وخلالها يتحدثون عن المهر والسكن وعمل العريس ودخله ويطرحون موضوع الخطبة .وما أن أنهت المحاضرة هذه الخطوات حتى بدأت تقدم معلومات متناثرة عن المحافظات كأن يقوم أهل حلب بتقديم عصير اللوز ، وأهل دمشق يقدمون كشك الفقراء والبوظة ، أو أن الريف يقومون بتقديم الذبائح، وبالنتيجة لم يكن ما سمعناه هو بحث اجتماعي بمسألة قدمت حولها بحوث ودراسات كثيرة فيها أصول التقاليد التي يجري الآن تجاوزها نتيجة التطور الاجتماعي.

ببساطة لم تكن السردية التي قدمتها السيدة الاسطواني سردية بحث، وإنما مجرد حديث من الذاكرة الاجتماعية، وهذا ماخلق فجوات في الحاضرة تتعلق بالطقوس الفعلية المؤصلة في الوجدان السوري ، والتي تحتاج إلى تركيز وإيضاح اتجاهات البنية السكانية الدمشقية أولا، ثم السورية، والبحث من ثم عن تلك الطقوس وميزاتها .

 

بوابة الشرق الأوسط الجديدة

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى