ملحم بركات… من بعدك لمين؟

كثرت الشائعات خلال الأسابيع الماضية عن وفاة ملحم بركات، لكن الخبر الآن أصبح حقيقة. فارق الموسيقار اللبناني الحياة اليوم عن عمر يناهز 71 عاماً. بعد معاناة طويلة مع المرض، توفي بركات في مستشفى «أوتيل ديو» (الأشرفية ــ بيروت) حيث يمكث منذ أسابيع.

ولم تمض دقائق على إعلان النبأ الحزين، حتى احتل هاشتاغ #محلم_بركات بالعربية والإنكليزية قائمة الـ «ترندز» على تويتر.

رفيق درب بركات الشاعر نزار فرنسيس غرّد قائلاً: «رفيق عمري راح… نفسي حزينة حتى الموت». مجموعة كبيرة من الفنانين والإعلاميين اللبنانيين نعت الراحل على الموقع نفسه، واستعان عدد منهم بكلمات أغانيه. كتب فارس كرم: «ضيعان قلبي عليك يا #ملحم_بركات»، ثم علّق زين العمر بـ «وداعاً أيها المعلّم». إليسا عبّرت عن حزنها بالإنكليزية: «أشعر بحزن شديد سماع هذا الخبر… ملحم بركات كان أسطورة حقيقية خسرها وطننا العزيز اليوم. لترقد روجه بسلام». راغب علامة اختار أن ينعي صاحب أغنية «صاير كذّاب» من خلال ثلاث تغريدات، قال في إحداها: «رحم الله الموسيقار. عندما زرته منذ كم يوم شعرت بأنه والعلم عندالله أيامه معدودة. تذكرت والدي رحمه الله في أيامه الأخيرة. طلبت منكم الدعاء له».

الكاتب والمخرج اللبناني شربل خليل كتب: «لبنان رح يبكيك #ملحم_بركات»، لتنشر الفنانة نوال الزغبي تغيردة مفادها: «رحل الموسيقار الكبير … وداعاً ملحم بركات! رحل جسداً ويبقى فنّه وأعماله خالدة إلى الأبد… أتقدّم بأحرّ التعازي إلى لبنان وعائلته الكريمة!». من جهته، نعى الإعلامي نيشان دير هاتيونيان بركات إفتراضياً على طريقته الخاصة. في أوّل تغريدة، كتب نيشان «رحل ملحم بركات… رحل أبو مجد»، ثم أرفقها بأخرى انتقد فيها مَنْ حرصوا أخيراً على ترويج شائعات رحيله: «بات الإنسان يموت مئة مرّة في عالم الافتراضي قبل أن يموت في الواقع». الصحافي جمال فيّاض غرّد قائلاً: «رحل موسيقار لبنان… الطيّب العبقري… وداعاً ملحم بركات! ما أروع أنك كنت في حياتنا… ليرحمك الله»، قبل أن يكتب مقدّم البرنامج وسام بريدي على حسابه على تويتر: «#ملحم_بركات نحن لا نموت بل ندخل الحياة».

فاض تويتر أيضاً بتعليقات النجوم السوريين، إذ كتب السيناريست سامر رضوان كلمات مؤثرة: «سيأتيك وديع الصافي من يمينك، وعاصي الرحباني من شمالك ..فقل لهم : أقيموا صلاة الجمال فإني أتيت». الممثلة شكران مرتجى قالت: «‏من بعدك مين بده يغني للقمر ومن بعدك مين بده يشغل العالم كل ماطل من بعدك لمين الزهر بينحني… وبتشرق لمين شمسك يادني. وداعاً ملحم بركات»، فيما برزت تغريدة زمليتها أمل عرفة التي رأت أنّه «وكأن الأرض لم تعد تتسع الكبار… الله معك #ملحم _بركات. الذاكرة اللي قدمتا خلود كامل. فلترقد روحك بسلام كلنا ع هالطريق».

ولد «أبو مجد» في 15 آب (أغسطس) عام 1945 في قرية كفرشيما (قضاء بعبدا)، ويعتبر أحد أشهر المطربين والملحنين العرب، وهو متأثّر بمحمد عبد الوهاب وأم كلثوم. ترك ملحم الشاب المدرسة حين كان في السادسة عشرة من عمره، يلتحق «بالمعهد الوطني للموسيقى»، من دون أن يخبر والده. خبّأ كتبه الدراسية في كيس ورقي، إلى أن اكتشف والده الأمر وتقبّل الموضوع نظراً لإصرار ابنه وموهبته الواعدة. في الكونسرفاتوار، درس ملحم النظريات الموسيقيّة والصولفاج والغناء الشرقي والعزف على آلة العود لمدّة أربع سنوات، وكان من بين أساتذته سليم الحلو وزكي ناصيف وتوفيق الباشا.

غير أنّ بركات ترك المعهد قبل إكمال دراسته، فنصحه فيلمون وهبة بالتوجّه إلى مسرح الرحابنة. انضم إلى فرقة الأخوين رحباني، ليتركها بعد أربعة سنوات، وشق طريقه الفنيّة. في رصيده عدد كبير من الأغاني الراسخة في ذاكرة الجمهور، من بينها «شباك حبيبي»، و«يا حبي اللي غاب»، و«ولا مرة»، و «على بابي واقف قمرين»، و«حمامة بيضا»، و«يا صمتي يا معذبني» و«تعا ننسى» … ولحّن ملحم أعمال لمغنيين آخرين، مثل «يا حلوة شعرك داري» لغسّان صليبا، و«أبوك مين يا صبية» لوليد توفيق، فضلاً عن أعمال للراحل نصري شمس الدين، وغيرهم.

كانت له مجموعة من المشاركات السينمائية، منها «المرمورة» (1985)، و «يا حبي الذي لا يموت» (1984)، و «آخر الصيف» (1980). أما على المسرح، فظهر في «الأميرة زمرد» (1976)، وحلوي كتير (1975)، و«ست الكل» (1974) مع صباح، و«يعيش يعيش» (1970) و«هالة والملك» (1967) مع فيروز.

تميّز الموسيقار بشخصيته العفوية والحادة، وبموافقه السياسية الواضحة التي أثارت الكثير من الجدل خلال السنوات الماضية، في ظل تأزّم الأوضاع السياسية في لبنان والمنطقة. فهو يجاهر بحبّه للسوريين وفضلهم عليهم، كما أنّه أعلن أخيراً في إحدى حفلاته تأييده وصول ميشال عون إلى سدّة الرئاسة.

على صعيد حياته الخاصة، تزوّج ملحم بركات أوّلاً من رندا عازار، ولهما ثلاثة أولاد، هم: مجد ووعد وغنوة. وحين تزوّج من الفنانة مي حريري، أنجبا ملحم جنيور، ثم انفصلا.

صحيفة الأخبار اللبنانية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى