فن و ثقافة

من أدب الدبلوماسية السورية : هكذا أحب العقاد مديحة يسري !

هكذا أحب العقاد مديحة يسري يعكف الدكتور عيسى درويش، وهو شاعر ووزير سابق ومن أشهر السفراء السوريين في القاهرة بعد الدكتور سامي الدروبي، يعكف على تدوين مايشبه (المذكرات) عبر فقرا متتالية ينشرها تباعا بعنوان : “من دفتر الذكريات” وأهم مافي هذه الذكريات أن تحمل من المعلومات قدر ماتحمله من الحكمة في نشرها .

وقد نشر قبل أيام معلومات شيقة عن قصة الحب التي كانت قائمة بين الكاتب المصري الكبير عباس محمود العقاد والفنانة المصرية الجميلة مديحة يسري، وقال عيسى درويش في ذكرياته :

في وجودي في القاهرة سفيرا بين 1990 وعام 2000..تعرفت على الممثلة الكبيرة مديحة يسري وبالرغم من تقدمها في العمر، كانت صاحبة حضور وثقافة مميزة واناقة لافتة وكانت بيننا صداقة وقالت لي في لقاء معها ..حديثا صريحا عن حياتها وكانت تتكلم عن زيجاتها المتعددة وعن شعورها كأم بفقد ابنتها وحرمانهامن الإنجاب..

القليل من الناس يعرفون ان الأديب الكبير عباس محمود العقاد الذي لم يتزوج في حياته قد وقع في غرامها وكانت شابة وقبل أن تذهب للتمثيل وتصبح نجمة كبيرة باسمها الفني مديحة يسري وهو ليس اسمها الحقيقي…

حزن العقاد كثيرا على حبه الضائع وبكى وكتب الشعر لها دون الإفصاح عنها..

ذكر لي صديق العقاد الفنان التشكيلي صلاح طاهر وهو من عمالقة الفن التشكيلي في مصر الحكاية الآتية..وكان  صديقا لي.. قال لي صلاح استدعاني العقاد وطلب مني ان أرسم له لوحة لقالب من الحلوى كبير. وعليه تزحف الصراصير…وقلت له ما هذا الطلب…حلو وصراصير.. ..

قال العقاد اريد ان اقول لها..انتِ بالنسبة لي اصبحتِ كهذه اللوحة…لن أعود لهذه الحلوى..وفعلا رسم صلاح طاهر اللوحة..وانا شخصيا شاهدتها في بيت العقاد الذي حولته الحكومة المصرية متحفا للعقاد…

على الجانب الآخر  قال لي صلاح طاهر..ان مديحة يسري لم تنساه ..وقامت في عيد ميلاده بنسج كنزة من الصوف له وطلبت من صلاح طاهر أعطاءها له..وقام صلاح بالذهاب له وقال له ما أوصاه مديحة  بقوله وكان يخشى أن يغضب ويرد الهدية .ولكنه وقف صامتا وانحدرت الدموع من عينيه  وهو الرجل الصلب العنيد الذي تهجم على الملك فؤاد ملك مصر علنا في البرلمان..ودخل السجن بسببها.

بعد نزع الحصانة عنه لانه تهجم على جلالة الملك..

انه  الحب الذي قهر الملوك والزعماء والأدباء وجنن  الشعراء…. قصة حب العقاد لمديحة يسري من قصص الحب الخالدة..والجدير بالذكر أن هذه المرأة المصرية تزوجت ست مرات من مشاهير الرجال في الفن  والمجتمع ومنهم المطرب الشهير محمد فوزي..

وسأعود يوما ما للحديث عن العقاد ومشاركتي في ذكراه بإلقاء قصيدة  وقد نشرت في ديواني .المنشور في القاهرة عام 2000..على ضفاف النيل.….

بوابة الشرق الأوسط الجديدة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى