ميتا توسّع ‘حسابات المراهقين’ عالميا وسط جدل حول فعالية الميزة

أعلنت شركة “ميتا” عن توسيع نطاق حسابات المراهقين لتشمل مستخدمي “فايسبوك” و”ماسنجر” حول العالم، بعد أن كانت متاحة فقط في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وأستراليا وكندا، وذلك في إطار جهودها لتعزيز حماية الفئات الشابة على منصاتها الرقمية.
وكانت “ميتا” قد أطلقت هذه الحسابات لأول مرة على “إنستغرام” في خريف 2024، بعد تعرضها وشركات تواصل اجتماعي أخرى لضغوط من مشرعين أميركيين اتهموها بعدم القيام بما يكفي لحماية المراهقين.
وتتيح حسابات المراهقين ضوابط أبوية مدمجة وإعدادات تلقائية تحدّ من المحتوى غير المناسب والتواصل غير المرغوب فيه، فيما يُشترط الحصول على موافقة أولياء الأمور لتغيير الإعدادات بالنسبة للمستخدمين دون 16 عامًا.
وبحسب الشركة، فإن هذه الحسابات تضع المراهقين في تجربة خاصة تسمح لهم باستقبال الرسائل فقط من الأشخاص الذين يتابعونهم أو سبق لهم مراسلتهم، كما تقتصر مشاهدة القصص والتعليق عليها على الأصدقاء.
أما الوسوم (Tags) والذكْر (Mentions) والتعليقات فستقتصر بدورها على الأصدقاء أو المتابعين. كما يحصل المراهقون على تذكيرات لمغادرة المنصة بعد ساعة من الاستخدام يوميًا، ويتم إدراجهم تلقائيًا في وضع “هادئ” خلال الليل.
لكن هذا التوسع جاء متزامنًا مع انتقادات جديدة واتهامات للشركة بعدم فاعلية أدوات الحماية.
انتقادات جديدة
فقد أظهر تقرير لمركز الأبحاث الأميركي “Cybersecurity for Democracy”، شارك فيه المُبلّغ عن المخالفات أرتورو بيخار ومؤسسات تُعنى بسلامة الأطفال مثل “مولي روز فاونديشن”، أن الكثير من أدوات السلامة إما لم تعد موجودة أو لا تعمل كما ينبغي.
وبحسب التقرير، فإن ثماني أدوات فقط من أصل 47 تم تحليلها أثبتت فاعلية، فيما استمر المراهقون في التعرض لمحتويات مخالفة لقواعد “إنستغرام”، منها منشورات تحض على الانتحار أو تصف ممارسات جنسية مهينة.
وكشفت الدراسة أيضًا أن خوارزمية “إنستغرام” تشجع الأطفال دون 13 عامًا على القيام بسلوكيات “جنسية خطرة” مقابل الإعجابات والمشاهدات، وأن حسابات المراهقين سمحت بتبادل رسائل مسيئة وكارهة للنساء، فضلًا عن اقتراح متابعة حسابات بالغة.
آندي بروز، المدير التنفيذي لمؤسسة “مولي روز فاونديشن” التي تأسست بعد انتحار مولي راسل (14 عامًا) عام 2017، اعتبر أن هذه النتائج تؤكد أن “حسابات المراهقين مجرد خطوة دعائية أكثر من كونها محاولة جادة لمعالجة المخاطر المستمرة”.
في المقابل، نفت “ميتا” هذه الاتهامات مؤكدة أن التقرير يسيء تصوير جهودها ويُحرّف طريقة عمل أدواتها.
وقال متحدث باسمها إن “المراهقين الذين أُدرجوا في هذه الحمايات شاهدوا محتوى أقل حساسية، وتعرضوا لعدد أقل من الاتصالات غير المرغوبة، وقضوا وقتًا أقل على إنستغرام ليلًا”، مضيفًا أن الشركة ستواصل تحسين الأدوات مع الترحيب بالملاحظات البنّاءة.
كما أشارت “ميتا” إلى أن بعض الأدوات التي قيل إنها لم تعد متاحة، مثل إشعارات “خذ استراحة”، قد تم دمجها في ميزات أخرى أو تطبيقها بطرق مختلفة. وأكدت أن حسابات المراهقين “تتصدر القطاع لأنها توفر حماية آلية وضوابط أبوية سهلة الاستخدام”.
في السياق ذاته، أطلقت “ميتا” برنامج “شراكة المدارس” رسميًا، والذي يتيح للمدرسين الإبلاغ مباشرة عن المخاطر مثل التنمر عبر “إنستغرام” ليتم التعامل معها بسرعة. وبعد تجربة تجريبية ناجحة، أصبح البرنامج متاحًا لجميع المدارس الإعدادية والثانوية في الولايات المتحدة، مع منحها موارد تعليمية إضافية ولافتات رسمية على حساباتها للتعريف بأنها شريك معتمد لـ”إنستغرام”.
ويأتي هذا الحراك في وقت تتزايد فيه المخاوف بشأن أثر وسائل التواصل الاجتماعي على الصحة النفسية للمراهقين، وهي مخاوف أشار إليها كبير الأطباء في الولايات المتحدة وعدة ولايات، بعضها بدأ بفرض قيود على استخدام القاصرين لهذه المنصات دون موافقة أولياء أمورهم.
وفي يناير/كانون الثاني 2024، اعتذر الرئيس التنفيذي مارك زوكربرغ أمام مجلس الشيوخ الأميركي لمجموعة من الآباء الذين قالوا إن أبناءهم تضرروا بسبب منصات التواصل.
ورغم سلسلة التدابير التي أعلنتها الشركة، يرى خبراء أن “هذه الأدوات ما زالت بعيدة عن تحقيق الغرض المطلوب”، وهو ما يعكس التحدي الكبير أمام “ميتا” وسائر شركات التكنولوجيا في تحقيق توازن بين النموذج التجاري القائم على التفاعل وحماية الفئات الشابة من المخاطر الرقمية.
ميدل إيست أون لاين