نوافذ

وسائل التواصل الاجتماعي : بدأت بمشروع طلابي ..

مقبل الميلع

استانبول في الحديث عن وسائل التواصل الاجتماعي لا بد من إلقاء نظرة موضوعية لما لها وما عليها من سلبيات وإيجابيات، فمنذ عقدين من الزمن في عام 2004 ابتدأت الفكرة بمشروع طلابي صغير ليستخدم كتسلية بين الطلاب في جامعة هارفارد لكنه سرعان ما انتقل الى جامعات أخرى ثم الى العامة وتطور بسرعة فأصبح جزءا من حياة ربع سكان العالم أو أكثر .

كان (الفيس بوك) هو أول هذه البرامج، من وسائل التواصل،  تبعته برامج أخرى مثل تويتر والواتس أب وإنستغرام وأخيرا جاء برنامج التك توك الصيني الذي سرق عددا كبيرا من مستخدمي الوسائل الأخرى لما فيه من ميزات جديدة تدر المال الوفير في بعض بلدان العالم المختلفة .

منحت هذه التكنولوجيا الأفاق أمام الناس، فبإمكان مستخدمها التراسل مع الآخرين بلحظات ، فكسر بطء البريد في العالم، ثم جاء التكلم بالصوت والصورة بين المتواصلين، وهي ميزة حلت الكثير من المشاكل، وربطت العلاقات الانسانية بشبكة أكثر قربا ودفئاً.

وبالمعنى العام قربت شبكات التواصل الاجتماعي المسافات بين الأمكنة، وجعلت العالم صغيراً، بحيث أن بالإمكان الاتصال الدائم بالعائلة والأقارب والأصدقاء، وجميع هذه البرامج مجانية تجني أرباحها من الإعلانات والتسوق وتركت المتواصلين يستمعتعون بهذا المنجز من دون تكاليف .

كذلك أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي منبرا للتعبير عن الأفكار السياسية والثقافية والدينية والجنسية وأعطت مساحة من الحرية والبعض منها فيه محتوى تعليمي راق يساهم في نشر الثقافة وتعليم اللغات الأجنبية وعرض بعض الفنون والأدب.

ومن الضروري بالنسبة لمجتمعاتنا الاستفادة من هذه التقنية بالتركيز على المحتوى الجيد المدروس الذي لا يدمر الأخلاق ويشتت الأفكار ويمحو الهوية، وأيضا الابتعاد عن كل ما يثير العنصرية والطائفية وبث الكراهية وللأسف هناك سلبيات عديدة لوسائل التواصل الاجتماعي فقد أصبح الموبايل والأنترنيت عادة مقيتة عند البعض الى درجة الإدمان التي تهدر الوقت، وبعض الناس يقضون ساعات طويلة في تصفح هذه المواقع ويطغى التواصل الافتراضي على التواصل الواقعي كذلك نرى على بعض منصات وسائل التواصل ما يخل بالأدب والأخلاق  العامة مثل منصتي التك توك وإنستغرام إظهار المفاتن الجسدية تقليدا للممثلات الشهيرات والادعاء بان هذه التصرفات تشعرهن بالحرية والجمال ويكمن الخوف على المراهقين الذين قد يصابون بالاكتئاب لدى مقارنتهم انفسهم باخرين وهنا يأتي دور الأهل بمراقبة أبنائهم وتوعيتهم وخير عادة ألا تدمن على عادة ، وعندا تصل شبكات التواصل إلى شكلها الحضاري بأقل ضرر ممكن .

بوابة الشرق الأوسط الجديدة

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى