تحليلات سياسيةسلايد

نتنياهو “يُعارِض” تبادل الأسرى والسنوار راهن على جميع الأوراق وربِح اللعبة

زهير أندراوس

تناول الإعلام العبريّ  قضية صفقة تبادل الأسرى بين حركة (حماس) وكيان الاحتلال، حيث أجمع المحللون والخبراء على أنّ ردّ حماس على بنود الصفقة بشكلٍ إيجابيٍّ وضع رئيس الوزراء الإسرائيليّ، بنيامين نتنياهو، ولفت المُستشرق آفي يسخاروف في (يديعوت أحرونوت) إلى أنّ قائد حماس في غزّة، يحيى السنوار، راهن على جميع الأوراق وربح اللعبة بالضربة القاضية، على حدّ وصفه.

 وتابع المستشرق قائلاً إنّ “التغيير الكبير من ناحية حماس في هذه الفترة يتمثل بالتعهد بالإعلان عن نهاية الحرب”. مشيرًا إلى أنّه صحيح أنّ الحركة طالبت تعهدٍ مسبقٍ. ولكنّها الآن على استعداد لتأجيل الإعلان عن انتهاء العدوان حتى بعد إتمام الجزء الأوّل من صفقة تبادل الأسرى . أيْ بعد إطلاق سراح المجموعة الأولى من الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى المقاومة الفلسطينيّة في قطاع غزّة”.

علاوةً على ذلك. شدّدّ المستشرق في مقاله أنّ “الحديث يدور عن دراما كبيرة جدًا. وذلك لأنّه وبشكلٍ خاصٍّ تضع إسرائيل أمام وقف إطلاق نارٍ طويل. وبالإضافة إلى ذلك تضع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في وضعٍ محرجٍ جدًا وليس سهلاً”، على حدّ تعبيره.

حركة حماس ستنهي الحرب كمنتصرةٍ في حال وافقت إسرائيل على صفقة تبادل الأسرى

ورأى إيسخاروف أنّه “إذا وافقت إسرائيل على الصفقة ببنودها الحاليّة، والتي أعلنت حماس عن موافقتها عليها بشكلٍ علنيٍّ. فإنّ الحركة ستنهي الحرب التي شنّتها إسرائيل ضدّ قطاع غزّة في السابع من شهر تشرين الأوّل (أكتوبر) الفائت، كمنتصرةٍ. ليس في الوطن العربيّ فقط. بل في إسرائيل أيضًا”، طبقًا لأقواله.

وخلص المستشرِق إلى القول: “إنّ السنوار تمكّن من تغيير نظرة العالم في كلّ ما يتعلّق بالفلسطينيين. فيما استطاع تحويل دولة إسرائيل إلى كيانٍ منبوذٍ وقذرٍ، لذا فإنّ التوقف في لحظة القمّة من ناحية حماس يخدم أهدافه. والآن الكرة في الملعب الإسرائيليّ، وتحديدًا في ديوان نتنياهو أيضا.  الذي لم يردّ حتى اللحظة على المقترح الأخير”، كما قال.

في السياق عينه، نقلت صحيفة (هآرتس) العبريّة عن مسؤولٍ إسرائيليٍّ رفيعٍ ضالعٍ في المفاوضات لإتمام صفقة تبادل الأسرى بين حماس وتل أبيب، نقلت عنه قوله إنّ الصفقة المقترحة الآن لا تختلف عمّا تمّ طرحه في السابق، سوى بعض التغييرات التي لا تكاد تذكر، طبقًا لأقواله.

كما وأوضحت الصحيفة العبريّة أنّ مجلس الحرب قرر ليلة أمس الاثنين إلّا يقرر، لافتةً إلى أنّ خلال مشاوراتٍ تلفونيّةٍ بين أعضاء المجلس تمّ الاتفاق على إرسال البعثة الإسرائيليّة إلى مصر اليوم لبحث تقدّمها، ولكن بالمقابل لم يصدِر أعضاء مجلس الحرب قرارًا بوقف الاستعدادات لاجتياح مدينة رفح، جنوب قطاع غزّة، وفي بيانٍ رسميٍّ أصدره المجلس جاء أنّ المقترح بعيد جدًا عن المطالب الإسرائيليّة الضروريّة.

الشعور بالشكّ والريبة من تصرّفات نتنياهو حول صفقة تبادل الأسرى

بالإضافة إلى ما ذكِر أعلاه. قالت الصحيفة إنّه في الفترة الأخيرة تنامى الشعور بالشكّ والريبة لدى قادةٍ إسرائيليين ومسؤولون أجنبيون يخدِمون في تل أبيب من تصرّفات رئيس الوزراء نتنياهو حول صفقة التبادل. كما أنّهم أكّدوا صعوبة فهم ما الذي يريده رئيس الوزراء الإسرائيليّ أيضا. وما الفرق بين تصريحاته وأعماله على أرض الفواقع.

ونقلت الصحيفة عن دبلوماسيٍّ أجنبيٍّ يخِدم بالكيان قوله. إنّ “نتنياهو يعيش الآن معركة البقاء في منصبه. وبناءً على ذلك يجِب التعامل مع التصرّفات التي يقوم بها”. مضيفًا في الوقت عينه “أنّه كلّما زاد نتنياهو من شدّة الحرب، فإنّ احتمالات بقائه في السلطة ترتفع، لأنّ وقف الحرب بعد صفقة التبادل، ستؤدّي حتمًا لزيادة الضغوطات عليه من أجل الذهاب لانتخاباتٍ مبكرّةٍ، وتزيد من عدم شرعيته للبقاء في منصب رئاسة الوزراء، من ناحية الإسرائيليين، وأيضًا من ناحية المجتمع الدوليّ”، على حدّ تعبيره.

نتنياهو “يُعارِض” صفقة تبادل الأسرى ويفضّل اجتياح مدينة رفح

وشدّدّت الصحيفة العبريّة. على أنّ نتنياهو أمام خياريْن أحلاهما مر: الأول، في الوقت الحاليّ نتنياهو ليس معنيًا بالصفقة وهو يفضّل اجتياح مدينة رفح. أمّا الثاني، بحسب المصادر الإسرائيليّة والأجنبيّة، التي استندت عليها الصحيفة. فهي أنّ نتنياهو زاد من التهديدات باجتياح رفح ليشكّل رافعة ضغط على حركة (حماس) كي تقوم بتليين مواقفها بالنسبة لصفقة التبادل. وذلك ينبع من تنبنّي رئيس الوزراء التكتيك الإسرائيليّ الذي يؤكِّد أنّ زيادة الضغط العسكريّ على (حماس) سيدفعها لتغيير مواقفها، طبقًا للمصادر.

إلى ذلك، قال رئيس هيئة الأمن القوميّ الإسرائيليّ. تساحي هنغبي: “يبدو أنّه من الصعب على السنوار أن يتخذ قرارًا بشأن صفقة الرهائن التي من المرجح أنْ تعني نهاية حكم حماس. لأنّه في اللحظة التي يتخلّى فيها عن البطاقة المهمة للغاية لبقائه، رهائننا، الأمر ليس سهلاً عليه، ولهذا السبب تأخرت الأمور”.

كما وأضاف أنّ السنوار “يعيش في الوقت الضائع”. وأنّ إسرائيل كانت قريبة من القضاء عليه في الأشهر الأخيرة، وأنّه “لن يخرج حيًّا من هذه المواجهة” أيضا. وهو احتمال أفادت صحيفة (وول ستريت جورنال) أنّه لا يزعج زعيم حماس، الذي يظن أنّه انتصر بالفعل في الحرب.

كما وقال هنغبي للقناة الـ 12 بالتلفزيون العبريّ إنّ “مصير السنوار محسوم. أيضا. لكن علينا أنْ نتحلى بالصبر”. مشيرًا إلى أنّ القضاء على العقل المدبر لهجمات 11 سبتمبر، أسامه بن لادن، استغرق للولايات المتحدة عقدًا من الزمن.

صحيفة رأي اليوم الألكترونية

لزيارة موقع بوابة الشرق الاوسط الجديدة على الفيسبوك

لزيارة موقع بوابة الشرق الاوسط الجديدة على التويتر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى