نتنياهو يُقصّر زيارته لليونان ويمنع الوزراء من التطرّق لاغتيال سليماني وإسرائيل تؤكّد: العملية مُقامرة أمريكيّة للحرب ضدّ إيران والجنرال استحقّ الموت لأنّه كان أخطر من بن لادن

 

أفادت وسائل الإعلام العبريّة، ظهر الجمعة، أنّ رئيس حكومة تسيير الأعمال، بنيامين نتنياهو، اتخذ قرارًا بقطع زيارته إلى اليونان وتبكير عودته إلى تل أبيب، وذلك في أعقاب التطورات التي تمّ تسجيلها بعد اغتيال الجنرال قاسم سليماني، لافتةً في الوقت عينه إلى أنّه سيرجع للبلاد بعد ظهر اليوم، الجمعة، علمًا بأنّه كان مُقررًا أنْ يعود إلى تل أبيب مساء السبت، وتابعت المصادر في تل أبيب قائلةً إنّ نتنياهو أمر الوزراء في حكومته بعدم التطرّق لا من قريبٍ ولا من بعيدٍ لعملية اغتيال سليماني، وأبو مهدي المُهندس في العاصمة العراقيّة بغداد فجر اليوم الجمعة، وتابع المصادر عينها قائلةً إنّه يتلّقى تباعًا التقارير الأمنيّة بشكلٍ مُستمّرٍ وفي الوقت ذاته يُواصِل زيارته لليونان.

إلى ذلك، أطلقت إسرائيل لوسائل إعلامها العبريّة والمُحلّلين والخبراء أطلقت لهم العنان لنشر تداعيات وانعكاسات العدوان الأمريكيّ الإجراميّ الذي تمثّل باغتيال الجنرال قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس في بغداد، حيث قال المُستشرِق داني زاكين في موقع صحيفة (غلوبس) الاقتصاديّة- العبريّة، إنّ سليماني وقع في الفخّ الذي نصبه له الأمريكيون، ومنحهم بذلك سببًا لتصفيته، وفقًا لتعبيره.

ولفت المُستشرِق أيضًا إلى أنّ إيران وسليماني تصرّفا بشكلٍ مُتسّرعٍ جدًا عندما أمرا بمُهاجمة السفارة الأمريكيّة في بغداد تحت غطاء مظاهرات الغضب على العملية الأمريكيّة التي استهدفت مقارٍّ للحشد العبيّ على الحدود السوريّة-العراقيّة، مُضيفًا أنّ واشنطن بحثت عن سببٍ مُقنعٍ وممتازٍ كي يقوموا بتنفيذ عمليّةٍ لردّ الاعتبار على قيام إيران بتصعيد الأمور في منطقة الخليج العربيّ: إسقاط الطائرة الأمريكيّة المُسّيرّة، ضرب منشآت النفط السعوديّة في أيلول (سبتمبر) من العام الماضي، وبالإضافة إلى ذلك، شدّدّ المُحلّل على أنّ عملية الاغتيال كانت ردًا أمريكيًا صاعِقًا على زيادة التأثير الإيرانيّ في العراق، كما أكّد، استنادًا إلى مصادره الرفيعة في كيان الاحتلال الإسرائيليّ.

ونقلت صحيفة (غلوبس)، كما جاء على موقعها الالكترونيّ، نقلت عن مصدرٍ استخباراتيٍّ وصفته بأنّه رفيع المُستوى في تل أبيب، نقلت عنه قوله إنّ الحديث يجري إنجازٍ للمُخابرات الأمريكيّة، ومن غيرُ المُستبعد، أضاف المصدر عينه، أنْ يكون الأمريكيون قد تلّقوا مُساعدةً من جهاز مخابراتيّ غربيّ، في تلميحٍ غيرُ مُباشرٍ إلى المُساعدة من إسرائيل، أوْ حتى من المُخابرات العراقيّة، على حدّ زعمه.

وأضاف المصدر الإسرائيليّ الرفيع قائلاً إنّ إيران تركّزت على مرّ السنوات الأخيرة في التخطيط والتنفيذ للعمليات ضدّ الولايات المُتحدّة والدولة العبريّة، بالإضافة إلى أعدائها في الوطن العربيّ، بما في ذلك تنفيذ عملياتٍ إرهابيّةٍ، مُشيرًا إلى أنّ سليماني هو الرجل الذي ترأس هذه العمليات وأشرف عليها، وكان مسؤولاً عن مئات العمليات الإرهابيّة، التي أدّت لمقتل المئات من المُواطنين، وبالإضافة إلى التهديد المذكور، أضاف المصدر في تل أبيب، فإنّ سليماني كان المسؤول عن إنشاء عشرات الميلشيات المُسلحّة التابِعة له في كلٍّ من العراق، سوريّة ودولٍ أخرى، على حدّ قوله.

في السياق عينه، نشر موقع صحيفة (هآرتس) العبريّة مقالاً لمُحلِّل الشؤون العسكريّة، عاموس هارئيل، المُقرّب جدًا من المؤسسة الأمنيّة في الدولة العبريّة، حيث قال إنّ تنفيذ عملية الاغتيال من قبل الولايات المُتحدّة تؤكّد على أنّ واشنطن قامت بالمُقامرة على الكلّ وسجلّت عبر تصفية سليماني والمُهندس خطوةً أخرى نحو الحرب مع إيران، كما قال.

ونقل المُحلِّل عن مصادره بالمنظومة الأمنيّة في تل أبيب، نقل عنها قولها إنّ الجنرال سليماني كان الابن المُدلّل لمرشد الثورة الإيرانيّة، علي خامنائي، الذي رأى فيه مُرشحًا لقيادة إيران من منصب الرئيس، مُضيفًا أنّ عملية الاغتيال أصابت إيران في المكان المُؤلِم والمُوجِع، الأمر الذي سيدفع الجمهوريّة الإسلاميّة إلى تنفيذ ردّ فعلٍ سيستمّر فترةً طويلةً، كما حذّر المُحلِّل من أنّ التصعيد بين واشنطن وطهران من شأنه أنْ يؤدّي إلى توريط إسرائيل، مُشيرًا في الوقت عينه إلى أنّ عملية الاغتيال تُقرِّب إيران وأمريكا إلى الحرب بينهما، على الرغم من أنّهما ليسا معنيتين بها، كما قال.

وشدّدّ المُحلِّل الإسرائيليّ في سياق مقاله على أنّ الجنرال سليماني كان إرهابيًا، وأنّ أيديه مُلطّخة بالدماء، مُوضحًا أنّ ردّ الفعل على أنّ العالم سيكون أسعد بدونه هو صحيح جدًا، مُضيفًا أنّ الوظيفة التي قام فيها في منطقة الشرق الأوسط، أيْ القتل والذبح، وأيضًا خارج المنطقة، أكبر من الوظيفة التي كان يقوم فيها الإرهابيّ أسامة بن لادن، الذي كان زعيم تنظيم (القاعدة)، والذي قامت الولايات المُتحدّة بقيادة الرئيس السابِق، باراك أوباما بتصفيته، وذلك في الثاني من شهر أيّار (مايو) من العام 2011.

بالإضافة إلى ذلك، ومن مُنطلق الحرص على سلامة إسرائيل وعدم توريطها في الحرب القادمة، نصح المُحلِّل هارئيل المسؤولين في تل أبيب بعدم إطلاق التصريحات العنتريّة والبقاء خارج الصراع المُتصاعِد بين واشنطن وطهران، لأنّ النظام الحاكِم في إيران يكره إسرائيل لأسبابٍ أيديولوجيّةٍ، ويعمل على المسّ بها وتوريطها في حربٍ، على حدّ قوله.

 

 

صحيفة رأي اليوم الالكترونية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى