كتب

نسويات الموجة الثانية… كيف نظرن إلى الخصوبة؟

نسويات الموجة الثانية… كيف نظرن إلى الخصوبة؟…تشيد فصول «من الدورة الشهرية إلى انقطاعها: دورة الخصوبة عند الإناث لدى كاتبات [عربيات] بالفرنسية» لماريا كاثرين توملينسون (منشورات جامعة ليفربول ـ 2021) بالعمل الرائد للنسويات من الموجة الثانية بينما تكشف في الوقت نفسه كيف يمكن أن تكون وجهات نظرهن حول الجسد الأنثوي دقيقةً ومحدثة وإعادة تصوّر من خلال دراسة روايات نسائية أكثر معاصرة.

يفحص الفصل الأول «إضفاء إشكالية على التجربة الجسدية الأنثوية «العالمية»: الموجة الثانية من النسويات ونقّادهن» وكيف صوّرت النسويات من الموجة الثانية تجارب النساء والمواقف الأبوية تجاه الولادة والدورة الشهرية وانقطاعها. إحدى النقاط المحورية هي نظرية جوليا كريستيفا التي حدّدتها في مؤلفها Julia Kristeva, Pouvoirs de l’horreur: Essai sur l’abjection: (1980) وأوضحت فيه سبب رد فعل المجتمع بالنفور والرعب من دم الدورة الشهرية والولادة. كما يوضح الفصل لاحقاً كيف تم انتقاد النسويات من الموجة الثانية بسبب مقارباتهن تجاه اضطهاد المرأة ومنها إشكالية كريستين دلفي لتحليل لوكلير للدورة، إضافة إلى نقد أوسع للحركة النسوية من الموجة الثانية ككل.

يحلّل الفصل الثاني «العنف والصدمات والعلاج الطبي: دورة خصوبة المرأة في كتابات النساء من فرنسا» تمثيلات الولادة والدورة الشهرية وانقطاعها في كتابات النساء من فرنسا. الكاتبة، وهي باحثة ومحاضرة متخصّصة في الجندر والجسد وعلم الاجتماع والإعلام، تقول إن كتابة النساء من فرنسا، تميل عموماً إلى استكشاف كيفية تشكيل تجارب المرأة من خلال الخطاب والممارسات الطبية. يصبح من الواضح أن هذا الأدب يقدّم صورة للتجربة الجسدية الأنثوية من الدورة الشهرية لغاية انقطاعها. هذا الفصل يحلّل الروايات من قبل مجموعة متنوّعة من الكاتبات تشمل نتالي شينغوفر (كنت أبلغ 12 عاماً ـــ 1990)، وكاثرين ميّي (الحياة الجنسية لكاترين أم ـــ 2001)، وميشال سارد (كوستانس وعمر الخمسين ـــ 2003)، ولورانس تارديو (محاكمة ليا ـــ 2004)، ومازارين بينجو (مقبرة الدمى ــــ 2007) وغيرهن الكثير.

يبحث الفصل الثالث «الإسلام والسياسة والتعليم: تأطير دورة خصوبة المرأة من منظور جزائري» في كيفية تصوير كتابات المرأة الجزائرية لدورة الخصوبة لدى الإناث. تجادل الكاتبة بأنّ الأدب الجزائري ينظر على نحو عام إلى كيفية تأثير التقاليد الإسلامية والأبوية والممارسات والمعتقدات في تجارب النساء. كما يأخذ في الاعتبار كيف يمكن أن تتعرض التجربة الجسدية للإناث للعنف والصدمات. يستكشف هذا الفصل تمثيلات الدورة الشهرية في كتاب «أزرق، أبيض، أخضر» لميساء باي، وكتابي «البنت والأم» و«ابنة القصبة» لليلى مروان، وكذلك في «المتلصّصة الممنوعة» لنينا بوراوي. يركّز القسم التالي على الولادة. يستكشف مرة أخرى «أزرق، أبيض، أخضر» لميساء باي، إضافة إلى قصّتها القصيرة «في هذا الصباح الأخير» التي يمكن العثور عليها في مجموعة «تحت ياسمين الليل» (2012). كما يفحص نصّين لمليكة مقدم، وهما «الرجال الذين يسيرون» و Je dois tout à ton oubli، ويركز القسم الأخير حول انقطاع الدورة في «أزرق، أبيض، أخضر» و Hizya (2015).

يحلّل الفصل الرابع والأخير «التعددية الثقافية وإرث الاستعمار: دورة خصوبة المرأة في كتابات المرأة الموريشية» تمثيلات الولادة والدورة الشهرية وانقطاعها في كتابات النساء من موريشيوس، ويُجادل بأن كتاباتها تحوي اهتماماً خاصاً بكيفية تأثر التجربة الجسدية للإناث بالتفسيرات الأبوية للدين.

يوضح الاستنتاج أن جسد الأنثى يتأثّر بمجموعة متنوعة من العوامل بما في ذلك السياق الاجتماعي والثقافي والدين والسياحة والطب والطبقة والجنس والصدمة، وأنه تم تأطيره ضمن مجموعة متنوعة من السياقات المؤلمة والعنيفة التي تتحدّى مثالية النسويات من الموجة الثانية.

صحيفة الأخبار اللبنانية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى