تحليلات سياسيةسلايد

هذا هو الملف الذي سيُفجر مفاوضات تهدئة غزة..

نادر الصفدي

حالة من الترقب والتوتر تُحيط بملف تهدئة غزة، بعد المقترحات الجديدة التي تم تقديمها من قبل الوسطاء وكان آخرها الاقتراح المصري، الذي يُعد الأقرب والأنسب للتفاهم والاتفاق بين حركة “حماس” وإسرائيل.

 ورغم التفاصيل الشحيحة والتي دائمًا ما تكون المعلومات الرسمية بعيدة كثيرًا عن وسائل الإعلام، إلا أن التسريبات التي ترافق هذه الجولات من المفاوضات المعقدة تصب جميعها في خانة “قرب الاتفاق” في حال حصلت حركة “حماس” على ما تريده.

“حماس” وحتى كتابة كلمات هذا التقرير، لم توافق أو ترفض المقترح المصري “المعدل”. وأرسلت وفدها بشكل مفاجئ إلى مصر، برئاسة القيادي في الحركة خليل الحية، لإجراء مشاورات “حاسمة” مع جهاز المخابرات المصرية. لبحث عدة نقاط ستكون مفصلية ستحدد مصير الصفقة بأكملها.

“حماس” وعلى لسان العديد من مسؤوليها. أبدوا الكثير من “الروح الإيجابية” من المقترح المصري الأخير، وطبيعة الرد الإسرائيلي على شروطها التي وضعتها على الطاولة منذ اليوم الأول من الحرب. ولكن هذه المرة تريد “حماس” الحصول على “ضمانات” رسمية تلزم إسرائيل بالاتفاق.

هذا هو الملف الذي سيُفجر مفاوضات تهدئة غزة..

وذكرت وسائل إعلام مقربة من “حماس”. أن السبب الرئيسي لزيارة وفد الحركة للقاهرة هو الحصول على “ضمانات قوية” من قبل الوسطاء لضمان التزام إسرائيل بالاتفاق وعدم اختراقه. كما جرى في الاتفاق الأخير للتهدئة بغزة.

وأشارت إلى أنه في حال حصول “حماس” على تلك الضمانات فسيكون ردها إيجابي وستدفع بشكل متقدم نحو إبرام صفقة كبيرة، بعد 206 يومًا من الحرب الدامية على القطاع والتي أحرقت الأخضر واليابس.

– مفاوضات تهدئة غزة.. شرط حماس

وترغب قيادة حماس في استيضاح بعض العبارات الواردة في الرد الإسرائيلي. والتي تعبر عن نوايا أو استعداد للتجاوب مع الشروط التي حددتها المقاومة للقبول بمقترح الهدنة الجديد. مثل الانسحاب من محور نتساريم (الذي يقسم القطاع إلى قسمين). وكذلك الخروج بشكل كامل من قطاع غزة، والوقف الدائم لإطلاق النار”.

وأوضحت وسائل إعلام . أن “الإشارة إلى تلك الشروط، جاءت في الرد الإسرائيلي مسبوقة بعبارات الاستعداد أو توافر النوايا بشأنها، من دون أن يكون هناك التزام واضح عبر آليات. وهو ما يرغب وفد “حماس” في القاهرة في الوقوف عليه قبل تقديم الرد”.

وفي ذات السياق. نقلت وكالة الأنباء الفرنسية مساء الأحد، عمن وصفته بمسؤول رفيع في حركة حماس تأكيده أن لا عقبات كبيرة تقف في وجه المقترح الأخير حول اتفاق تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة.

حيث قال المسؤول الذي لم تكشف وكالة “فرانس برس” عن اسمه: “الأجواء إيجابية ما لم تكن هناك عراقيل إسرائيلية جديدة، إذ لا توجد قضايا كبيرة في الملاحظات والاستفسارات التي تقدمها حماس بشأن ما تضمنه الرد”.

رد حماس الرد على اقتراح الهدنة سيكون يوم الإثنين.

وأكد المسؤول أن وفداً من حماس برئاسة الحية سيقدم الرد على اقتراح الهدنة خلال اجتماع مع وسطاء مصريين وقطريين في القاهرة الإثنين.

وفيما تستضيف العاصمة المصرية القاهرة مفاوضات لحلحلة الأزمة في غزة، نفى عزت الرشق، القيادي في “حماس”، إصدار الحركة أي تصريح باسمها أو منسوب لمصادر حول ورقة الرد الإسرائيلي الذي تسلمته من الوسطاء بشأن صفقة محتملة لتبادل المحتجزين. مشيرا إلى أن الرد الإسرائيلي لا يزال تحت الدراسة ولا صحة لما تصدره بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية من تسريبات بشأنه.

وأكدت مصادر. أن وفدا إسرائيليا يتوجه للقاهرة غدا والمخطط هو مفاوضات غير مباشرة مع حماس، وأن رئيس الموساد قد ينضم إلى الوفد الإسرائيلي بالقاهرة غدا.

وأعلنت حركة “حماس”، السبت. تسلمها رد إسرائيل الرسمي على موقف الحركة حول صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار والذي سلمته للوسيطين مصر وقطر في 13 أبريل/نيسان. مشيرة إلى أنها حال الانتهاء من دراسته ستسلم ردها (للوسطاء)”.

وتزامن تسلّم حماس الرد الإسرائيلي مع زيارة لوفد أمني مصري، إلى تل أبيب، حاملاً “مقترحاً لبلاده يتناول إطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين في غزة. وإطلاق سراح مئات من الأسرى الفلسطينيين، ووقف إطلاق النار لمدة عام”. حسب ما أفادت به صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية.

الفخ الإسرائيلي

وهذا المقترح صاغته مصر وأدخلت عليه إسرائيل تعديلات. وعرض المقترح الجديد بعدما أصرت حماس في منتصف أبريل على وقف دائم لإطلاق النار في قطاع غزّة. وهو شرط ترفضه إسرائيل.

ولم ترشح تفاصيل عن الرد الإسرائيلي على المقترح. لكن موقع “أكسيوس” Axios الإخباري الأميركي. نقل عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إنه يتضمن رغبة في مناقشة “إرساء هدوء دائم” في غزة.

كما قال مصدر مصري لـ”الشرق” إن من المتوقع أن تقدم حماس ردها على المقترح المصري الجديد، الاثنين. والذي يتمحور حول “هدنة مؤقتة” لوقف إطلاق النار في قطاع غزة مدتها 6 أسابيع. يتم خلالها إطلاق 33 محتجزاً إسرائيلياً. مقابل حوالي ألف أسير فلسطيني من السجون الإسرائيلية، بينهم مائة من الصادر ضدهم أحكام بالسجن لفترات طويلة.

وأضاف. أنه سيتم أيضاً خلال نفس الفترة وقف طيران المراقبة الإسرائيلي يومياً لمدة 6 ساعات، من الثانية ظهراً حتى الثامنة مساء. كما ستنسحب القوات الإسرائيلية من ممر نتساريم وتبتعد مسافة 500 متر يمين ويسار شارعي الرشيد وصلاح الدين.

كما ستجرى خلال فترة الهدنة مفاوضات لإطلاق سراح الأسرى العسكريين لدى الفصائل الفلسطينية.

وتابع المصدر أن من المتوقع أن تعلن الهدنة نهاية هذا الأسبوع مع الانتهاء من اللمسات الأخيرة من الاتفاق.

ويبقى التساؤل المطروح.. هل ستحصل “حماس” على الضمانات من مصر؟ أم الحصول على ضمان من إسرائيل صعب المنال؟

صحيفة رأي اليوم الألكترونية

لزيارة موقع بوابة الشرق الاوسط الجديدة على الفيسبوك

لزيارة موقع بوابة الشرق الاوسط الجديدة على التويتر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى