هلوسات .. في زمن الحرب !!!

إنها الحرب …. ؟؟؟

وماذا كانت من حوالي الأربع سنوات يا صديقتي .. ؟؟

هي الحرب نفسها .. ولكن كانت باردة… وعلى ما يبدو اقترب موعد الاستواء …!!

لا لم تكن باردة بل قذرة ..

الحرب حرب .. بكل أشكالها .. مؤلمة .. مجرمة .. قذرة ..

صح .. ولكن أقذرها عندما يتماهى العدو مع الصديق .. ويتحول ابن بلدك لعدو .. فيصبح عدوك للحظة هو جارك .. أو زميل صفك .. أو من كنت تلعب معه في الحارة ..تشتري منه البقالة .. أو حتى أخيك … لمجرد أنه يخالفك الرأي أو الدين أو الطائفة .. فتجد نفسك فجأة في مواجهة مع أقرب الناس اليك .. يرفع سلاحه في وجهك أو يوجه اصبع الاتهام نحوك .. ويبرر قتلك ويشمت بموتك ..

هنا تعزك الدنيا .. وتدور بك الأرض .. وتنهار قيم ومبادئ .. وتسقط أخلاقيات .. طالما تربيت عليها وتغنيت وهتفت بها.

أقذر شعور عندما لا تعرف صديقك من عدوك .. وابن بلدك من عدوك .. فتنقلب المعايير وتزدوج المفاهيم ويصبح للوطنية معنيين وللخيانة معنيين .. فالوطني هنا خائن هناك والخائن هنا وطني هناك .. والوطن يتمزق بين هنا وهناك.

إنها الحرب القذرة منذ أربع سنوات يشنها العالم كله بأبشع صورة .. ضد شعب اختار أن يطالب بحق من حقوقه في إعلان رفضه واحتجاجه ومطالبته بحرية الرأي والتعبير .. ورفع صوته مطالباً بالتغيير ..
ليمتطي الشرق والغرب والعرب وكل من يتاجر بالعروبة وقضايا العروبة على حلمه .. ويحوله إلى
كابوس فظيع .. ويلبسه ثوب التطرف والارهاب والتقسيم .. بأيدي أبنائه أنفسهم .

إنها الحرب .. نعم .. إنها الحرب اليوم على جناح طائرات أمريكية عربية .. بموافقة ضمنية روسية إيرانية .. إنها الحرب على الارهاب .. الذي مولوه .. ورعوه .. وساقوه إلى أرضنا ليفتتوا أحلامنا .. ويقضوا على أملنا بوطن واحد غير تابع لأحد ولا مقسم.

إنها الحرب التي أوقدوها وغذوها من دماء شعبنا ، وتدمير تاريخنا وسرقة آثارنا وحرق حضارتنا .. وإلى تطرف وإرهاب حولوها .. إنها الحرب التي أشعلوها بفتيل الطائفية ليفتتونا ويحولونا إلى كانتونات طائفية.

إنها الحرب التي تحرقنا .. إنها الحرب بالوكالة على أرضنا .. بدأت اليوم تأخذ شكلها المتعارف عليه .. والذي نراه في الاعلام ونقرأه في الكتب. إنها حرب حقيقية .. وليست خفية أو ضمنية.

لا أحد يحب الحرب على بلده .. وكلنا نكره أن تضرب الطائرات الغريبة بلدنا .. ولكن ضمنياً .. أفضل ألف مرة أن يكون عدوي الغريب .. وليس ابن بلدي القريب .. وأن نتكاتف نحن أبناء البلد الواحد ضد عدو خارجي .. غريب.

إنها الحرب .. جاءتنا اليوم على طائرات ومن بوارج حربية بحرية .. وبصواريخ فراغية توماهوكية ..

إنها الحرب .. أعلنوها … وبانتظار أن يسقط حرف الراء من الحرب .. لنعود لممارسة طقوسنا .. في الحب ..

أكتب هلوسات .. تحت وطأة الحرب …!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى