هل العالم يتقدم أو يتأخر؟

 

أذكر أنني قرأت كثيرا عن ظاهرة التقدم و أنني كنت دوما من المتفاءلين بأن العالم يتقدم بإستمرار و يؤسفني الأن أن أجدني و قد صرت من جماعة المتشائمين القائلين بأن العالم بأسره ينحو بإتجاه التأخر الأخلاقي بالرغم من تقدمه الكبير في ميادين العلم و الإقتصاد و الصناعة  ولشد ما يؤلمني حقا أن أجد المتشائمين يتكاثرون و المتفاءلين يتناقصون و هكذا أجدني أمام ظاهرة بشعة مخيفة و قد باتت واقعا مريعا لا خلاص منه و أننا جميعا أمام هذا السؤال الخطير و أن علينا أن نجيب عليه قولا و عملا : كيف سيكون إذن مستقبل البشر ؟ و هل سوف تصحو البشرية على هذا الواقع الرهيب الذي يهددها ، فتعمل حقا على الخلاص منه أم سوف يقضي البشر على أنفسهم ذات يوم مرير فظيع مقبل ؟

من المؤكد أن هذا الموضوع لا يمكن معالجته في خاطرة قصيرة ذلك أنه يحتاج إلى جدل علمي كبير و تأليف مجلدات ضخمة حوله و لهذا فأنا أقر منذ فكرت بهذا الشأن أن قصاراي دفع قارئي إلى التفكير الجّدي المعمق حول هذه المشكلة الكبرى و محاولة الإجابة على هذا السؤال : إلى أين يذهب البشر بعد كل هذه الأحداث التي تنشب هنا و هناك و هل يود فعلا حل إيجابي حقيقي لهذا الخطر الداهم ؟

أضرب مثلا بعضا من المعلومات الموثقة التي تتعلق بهذا الموضوع ،مثل مواقف الدول الكبرى و أحوالها في أيامنا هذه فالولايات المتحدة الأمريكية مثلا تنسحب من الإتفاقية بين الدول المالكية للسلاح النووي المريع و كأنها تشجع هذه الدول و على الأخص روسيا التي كما يبدو تعمل سرا على متابعة نشاطها في الحصول عل أسلحة نووية جديدة أقدر على قتل البشر و تدمير مدنهم … و كما يجري من مظاهرات لم تتوقف حتى الأم ضد الحكومات كما يحدث مثلا في فرنسا منذ شهور و قد بات خروج المتظاهرين المتكاثرين في معظم المدن الفرنسية اللابسين السترات الصفراء تعبيرا عن نظامهم و إصرارهم ضد السلطة الحاكمة ، و إصرار بريطانيا مثلا على الخروج من الإتحاد الأوروبي ، هذا الإتحاد الذي بات يشكو نوعا من الخلل العضوي في قدراته الإنتاجية و تراجع ميزانياته التجارية في معظم الدول المنتمية إليه .

هذا ما يجري في العالم الغربي أما في المناطق الأخرى كشرق آسيا و دول الخليج العربي وإيران من أحداث بالغة الأذى كما في اليمن و ليبيا و مظاهر الخلل السياسي و الإجتماعي في الجزائر و مصر و سوريا التي خسرت الجولان كما يبدو نهائيا و لا تملك سوريا مع الأسف الشديد أية و سيلة لاسترداد هذه المحافظة الخصبة ولا عمل لها في هذا الشأن سوى الخطابات و التصريحات الضائعة …

كل هذا و لم أذكر شيئا عن تبدل أحوال البيئة على كوكبنا “الأرض” إلى ارتفاع درجات الحرارة المتفاقم في العالم أجمع و هنا لا أنوي أن أتابع هذا الإحصاء المفجع أكثر كي أعود إلى طرح سؤالي حول ظاهرة ” التقدم ” : هل تتقدم البشرية فعلا أم تتأخر ؟ و ما العمل ؟!…جد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى