هل الوساطة الإسرائيلية بين موسكو وكييف هي سلّم الغرب للنزول عن الشجرة؟
هل الوساطة الإسرائيلية بين موسكو وكييف هي سلّم الغرب للنزول عن الشجرة؟.. حرصت إسرائيل على لعب دور الوسيط في الحرب الدائرة في أوكرانيا بين الأطلسي وروسيا، للهروب من الموقف الحرج الذي سببته تلك الحرب.
وبثياب الوساطة وحدها تستطيع إسرائيل الإفلات من الضغوط الامريكية للانضمام الى الدول الغربية في الهجمة الدبلوماسية والاقتصادية الشرسة على روسيا، والنجاة من تداعيات الوقوف ضد بوتين على امن إسرائيل وحرية حركتها في أجواء الدول المجاورة لها للتصدي لما تقول انه الخطر الإيراني وتهديد حزب الله لها.
لكن اليوم وحسب ماورد من انباء وتصريحات بدا يتكشف جانب اخر في هذه الوساطة يتمثل في حاجة الولايات المتحدة والدول الغربية على الأرجح لها . وخلال الأربع والعشرين ساعة الماضية اتضح ان الوساطة الإسرائيلية فاعلة بشكل غير متوقع، ويتم التجاوب معها بشكل لافت من كل الأطراف . وجاء اقترح الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اليوم إجراء جولة مفاوضات مع روسيا في تل ابيب، ليؤكد هذا الاتجاه وذلك بعد جولتين سابقتين عقدتا في بيلاروسيا وتركيا. مطالبا الغرب بالانخراط بالمفاوضات مع روسيا.
والاهم في هذا السياق قول زيلنسكي ان إسرائيل يمكنها إعطاء ضمانات أمنية لأوكرانيا”. وكان لافت اصلاح الرئيس الاوكراني العاجل اليوم لتصريحات احد وزائه امس لوسائل اعلام إسرائيلية بان رئيس الوزراء الإسرائيلي “نفتالي بينت” طلب من كييف قبول كافة شروط موسكو، وهو اشبه بالاستسلام الكامل حسب وصف الوزير الاوكراني”.
ونفى مستشار أوكراني كبير ومسؤول إسرائيلي اليوم صحة الانباء التي اشارت إلى أن إسرائيل حاولت حث أوكرانيا على الرضوخ للمطالب الروسية خلال المحادثات. قال المسؤول الاوكراني “لم ينصح رئيس الوزراء بينيت في أي وقت الرئيس زيلينسكي بقبول صفقة من بوتين لأنه لم يتم عرض مثل هذه الصفقة على إسرائيل حتى نتمكن من القيام بذلك. لم يبلغ بينيت زيلينسكي في أي وقت كيف يتصرف ولا نية لديه لإبلاغه بذلك”.
ذاك النفي أعاد ضبط عجلة الوساطة الإسرائيلية التي من المؤكد انها تحظى بالمظلة الامريكية، وعلى الرجح تلعب إسرائيل الان دورها نيابة عن الولايات المتحدة والدول الغربية، وما يؤكد صحة هذا الاتجاه هو اعلان المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس إن الولايات المتحدة على استعداد لدعم أي جهود دبلوماسية تبذلها أوكرانيا للتسوية مع روسيا.
وأضاف برايس في مؤتمر صحفي: “أبلغنا حكومة أوكرانيا بشكل واضح بأننا مستعدون لدعم أي دبلوماسية ترغب في إجرائها مع روسيا”. وبذلك تكون واشنطن على صلة تامة بالوساطة الإسرائيلية. تلك ربما تكون مؤشرات على تلمس الولايات المتحدة والدول الاوربية سبيلا للجنوح الى طاولة التفاوض والحوار مع موسكو من بوابة قبول كييف مناقشة المطالب الروسية، وهو بالمعنى الضمني قبل دول الأطلسي النظر بجدية للمطالب والهواجس الروسية التي كانت هذه الدول تجاهلتها قبل اندلاع الحرب في أوكرانيا.