هل تبحث عن كنز السعادة في الحياة الزوجية؟.. إليك الخطوات
تحقيق السعادة في الحياة الزوجية ليس حلمًا من أحلام اليقظة كما يدعي البعض، بل إن الأمر يتطلب خطوات بناءة للعمل على تحقيقه، فالوصول إلى السعادة في الحياة الزوجية ليس بالأمر السهل. وتتطلب الحياة الزوجية تعاونًا كبيرًا بين الشريكين؛ خاصةً أثناء مواجهة المشكلات في السنوات الأولى، فلا بد من حلها بهدوء ونضج بما يحقق الرضا للطرفين، والتعامل مع فترات التوتر والضجر بإيجابية، إلى جانب تفادي الأنانية وسوء التفاهم. ولتحقيق الحلم المنشود نقدم إليك أفضل الخطوات التي تساعدك في إدخال السعادة إلى حياتك الزوجية، وأبرز العلامات التي تبشرك بحياة سعيدة؛ وفقًا لخبراء العلاقات الأسرية في التقرير التالي..
دلالات الفشل والنجاح في الحياة الزوجية
يواجه العديد من المتزوجين حديثًا فترات من التوتر. وهو ما يفسره كثيرون بأنها علامة على انتهاء الحياة الزوجية بالفشل. إلا أنها ليست دليلًا على ذلك. فالزواج في واقع الأمر ينتابه فترات من الهبوط والصعود. التي يحتاج التعاطي معها إلى خبرة كبيرة لتحقيق النجاح الحياة الزوجية.
إن الحياة الزوجية من أكثر العلاقات الإنسانية تقديسًا وتعتمد على تفاهم وانسجام واحترام كلا الطرفين لبعضهما البعض؛ لتصبح العمود الأساسي في إنشاء أسرة سليمة من الناحية النفسية والتربوية، بل مجتمعات وأجيال كاملة وهناك علامات عدة تؤكد أنك تعيش حياة زوجية سعيدة وناجحة من بينها تجاوز المشكلات الزوجية بسهولة، والشعور بالاستقرار، وانعدام الحواجز والفوارق النفسية بين الرجل وزوجته؛ لتسيطر العلاقة الإيجابية والحيوية، ويتحول المنزل إلى العش الهادئ الذي يجد فيه الجميع سكينته وملاذه.
لكن، هل توجد مؤشرات تدل على صعوبة الوصول إلى الحياة الزوجية السعيدة؟ بالتأكيد هناك علامات واضحة تنذر كلا الطرفين بضرورة تهدئة الأمور بينهما؛ لاستعادة حياتهما السعيدة، والانسجام قبل الوصول لمفترق الطرق.
من أشهر دلالات الفشل وجود خلل في العلاقة الحميمية بين الطرفين أو انعدامها على الإطلاق، وهو ما يتسبب في إحداث فجوة كبيرة في الحياة الزوجية، إضافةً إلى انعدام التفاهم بين الطرفين الذي يظهر بشكل كبير في الخلافات؛ فتجد أن كلًا منهما يفتقر لفهم مشاعر وأسلوب الطرف الآخر وتنعدم الحلول الوسطى.
إلى جانب أنانية أحد الزوجين وعدم الاهتمام بالطرف الآخر، بل انتقاده بشكل مستمر متغاضيًا عن إيجابياته؛ لتسود الحياة الزوجية حالة من التوتر والشجارات الدائمة معدومة الأسباب.
كما يتسبب الروتين والرتابة وعدم وجود اهتمامات مشتركة في انعدام وجود الحياة الزوجية السعيدة؛ فيفتقد المنزل لحس الدعابة والمرح، ويبدأ كلا الطرفين بالانعزال والتعامل بشكل فظ لتظهر بعدها فجوة كبيرة في العلاقة الزوجية.
وقد يتجاهل أحد الطرفين أو كلاهما تخصيص وقت للاهتمام بالنفس ، خاصة مع زيادة ضغوط الحياة اليومية والانشغال بالعمل أو الأطفال ومتطلباتهم التي لا تنتهي؛ ما يتسبب في نفور الطرف، وفي النهاية يصبح الوصول إلى الحياة الزوجية الناجحة مستحيلًا.
أسس الحياة الزوجية الناجحة
الحياة الزوجية الناجحة، حياة مشتركة يسودها الانسجام والحب والاحترام. تبنى على العديد من الأسس والمبادئ التي يجب على الطرفين أخذها بعين الاعتبار. إليك بعضها:
الوفاء والثقة المتبادلة
من أسمى المشاعر التي يسعى لها الفرد. لذلك يقع على عاتق كلا الطرفين بذل مجهود مضاعف لبناء جسر من الثقة المتبادلة. وإحساس الطرف الآخر بالاستقرار والأمان. وأنه غير قابل للاستبدال في أي وقت.
احترام الخصوصيات
العلاقة الزوجية من أقدس العلاقات الإنسانية التي تبنى على احترام الخصوصيات والحفاظ على الأسرار. لذلك يجب على الزوجين احترام الحياة الخاصة للآخر . ومنحه مساحة خاصة لإفشاء أسراره . والتحدث بحرية من دون الشعور بالخوف. وهو ما ينعكس إيجابًا على استمرار الحب والانسجام بين الطرفين.
الاستماع وتحسين التواصل
يساعد الاستماع إلى شريك الحياة على خلق حالة إيجابية من التفاهم والانسجام وتعزيز التواصل بين طرفي العلاقة، إضافةً إلى تجنب شعور الأزواج بالفتور العاطفي والتوتر الذي يتسبب في النهاية بهدم العلاقة الزوجية الناجحة.
لذلك ينصح خبراء العلاقات الزوجية بالتدريب على الاستماع والإنصات للطرف الآخر، ومنحه الحق في التعبير عن النفس، وإقامة حوار إيجابي راقٍ بعيد عن الهجوم وإلقاء الاتهامات.
الصبر والتضحيات
من أهم أسس الحياة الزوجية الناجحة التي تعكس تقدير طرفي العلاقة لبعضهما البعض. ومحاولة إسعاد الطرف الآخر مهما كانت العقبات والظروف. كما يساهم الصبر وتقديم التضحيات على تفادي التفكير والتصرف بأنانية وتدمير العلاقة. بل تجبره على التفكير بشكل مشترك نابع من حب واحترام. ومراعاة شريك الحياة.
الاعتراف بالأخطاء
تقديم الاعتذار والاعتراف بالأخطاء من الأمور المهمة لاستمرار الحياة الزوجية الناجحة، ومع ذلك لا يزال كثيرون يجدون صعوبة بالغة في الاعتراف بالخطأ، معتقدين أن المعترف بالخطأ من أصحاب الشخصيات الضعيفة وكلما أصر أحد الأزواج على المماطلة في تبرير موقفه وتفادي الاعتراف بالأخطاء وتجنب تقديم الاعتذار؛ تفاقمت المشكلة على الرغم من كون الاعتراف بالخطأ أسهل وأقصر للوصول إلى حياة زوجية سعيدة وينصح الخبراء بتقبل أخطاء الآخرين في حال حدوث سوء تفاهم، وإيجاد حلول وسطى مع الحفاظ على لغة الحوار الراقية والاحترام بين الطرفين.
الحفاظ على الحب وإظهاره
يعد دور الحب في العلاقة الزوجية الأبرز؛ إذ يجنبها الفتور ويجدد مشاعر الزوجين؛ فلا مانع من إظهار حبك وتقديرك للطرف الآخر عبر كلمات رقيقة صادقة، ومدح شريك الحياة وصفاته الحميدة أمام الأهل والأقارب، إضافة إلى تقديم الهدايا الرمزية في المناسبات المميزة التي تجمعكما لتبقى مشاعر الحب مشتعلة للأبد.
كيف تحافظ على العلاقة الزوجية؟
الحياة الزوجية الناجحة، حياة مشتركة يسودها الانسجام والحب والاحترام. تبنى على العديد من الأسس والمبادئ التي يجب على الطرفين أخذها بعين الاعتبار
و للحفاظ على علاقة زوجية سعيدة وناجحة من الأمور التي يسعى لها الجميع، إليك مجموعة من النصائح السريعة التي يوصي بها خبراء العلاقات الزوجية:
– احرص على الاستماع إلى شريك الحياة ومشكلاته. وخصص له مزيدًا من وقتك. واهتم بمتطلباته بقدر المستطاع.
– التركيز على إيجابيات الطرف الآخر وتلاشي ذكر عيوبه خاصة أثناء الخلاف. ومحاولة التحكم في الانفعالات والتفكير بشكل ناضج لتفادي تضخيم صغائر الأمور. وتذكر دائمًا أنه لا توجد مشكلة ليس لها حل.
– الشعور بالسعادة والاستمتاع بالحياة. والتفكير بشكل عقلاني. والتعامل بشكل مثالي مع الأفراد.، يعد انعكاسًا للرضا عن النفس. لذلك اعمل بجد للوصول إلى مرحلة الاتزان والرضا النفسي. لتمتد السعادة لحياتك الزوجية ولكل المحيطين بك.