هل تشعرين بـ عدم فهم الآخرين لكِ؟
كثير من الناس، وخاصةً السيدات، يشعرون دائمًا بأن هناك حاجزًا ما بينهم وبين توصيل أفكارهم بشكل صحيح، والتعبير عنها بالكلمات في مُختلف المواقف، مما يُسبِّب لهم الانزعاج وعدم القدرة على خوض نِقَاشٍ أو جدال ناجح للنهاية.. وفي هذا التقرير نستعين بالأخصائية السلوكية إيمان كامل؛ في محاولة لمعرفة أسباب عدم فهم الآخرين لكِ، وبالتالي تلافيها، حيث تقول إيمان: “هناك خطوط عريضة لا بدَّ من وضعها في عين الاعتبار؛ حتى تصير لدينا القدرة على النقاش، والتعبير عن مشاعرنا وأفكارنا بشكل سليم، ومن تلك الخطوط:
أسباب عدم فهم الآخرين لكِ، و الخطوط التي لا بدَّ من أخذهابعين الاعتبار؛
ترتيب الأفكار
من أهم المعوّقات التي تواجه المرأة في التعبير عن أفكارها بشكل صحيح، مسألة ترتيب الأفكار، حيث إن أغلب النساء ينشغلن في الجدال حول التفاصيل والمواضيع المختلفة، وبالتالي لا يعرفن من أين يبدأ الكلام وأين ينتهي، فتجد المرأة أنها ضاعت بين أفكارها، ولحلّ هذه المشكلة يجب قبل أن تعرضي أي فكرة أو تدخلي في أي حوار، أن تقسّمي أفكارك لأكثر من قسمٍ محدد، وتستعرضيهم من الأهم فالمهم، مع التركيز على كل نقطة بشكل منفصل، حتى تستطيعي التعبيرَ عنها بشكل سليم.
المُختصر المفيد
من أهم النقاط في هذا التقرير، الإيجاز؛ حيث إن السَّفْسَطَةَ والإسهاب في أي موضوع يفقدان أيَّ كلام بريقَه وأهميته، ومن ثمّ يسببان ضياع تركيز الآخرين وسط حديثك واعتباره تحصيلَ حاصلٍ، أو تكرارًا لا فائدة منه في مجمل الكلام، مما يتسبب بالتأكيد في الفهم الخاطئ أو عدم فهم الآخرين لكِ بشكل كامل للموضوع المطروح، لذا -عزيزتي- عند تقسيم أفكارك افعلي هذا بإيجاز، بما لا يخِلّ بما تريدين توصيله، حتى تحتفظي بقوة أفكارك وأهميتها.
الهدوء والثقة
مما لا شك فيه أن أسلوب الكلام يضاهي أهمية الكلام نفسه، بل إنه يفوقه أهمية في كثير من الأحيان؛ فمثلاً عدم الثقة في النفس عند التحدث يعطي انطباعًا بضعف الحجَّة، والعصبية كذلك تعطي الانطباع نفسه، بالإضافة إلى أنها تسحب تركيزَ المُتلقّي تجاهها، وتصرف نظره عن الأفكار الأساسية للنقاش، لذلك ففي إطار محاولتك للتعبير عن نفسك بشكل أفضل، عليك أن تتحلّي بالهدوء والثقة؛ حتى تعطي انطباعًا بقوة موقفك وصحة منطقك، بالإضافة إلى أن الهدوء يجعلك تحافظين على تركيزك وتظهرين بمظهرٍ أكثر وعيًا وثباتًا.
عدم الدخول في معارك خاسرة
أخيرًا وليس آخرًا.. عليكِ -عزيزتي- أن تعلمي متى تدخلين في عناء نِقَاشٍ وجدال ما. ولماذا. فلا تسمحي لنفسك أن يستفزّك كلُّ حديث أو رأي من شخص ما. ويصحبك معه في جدال عقيم. فاعملي دائمًا بالمقولة المأثورة: “ندمتُ على الكلام مرارًا ولم أندمْ على السكوت قَطّ”. وليس معنى هذا أن تصبحي سلبيّةً أو انطوائيّةً. ولكن عليك أن تستثمري جهدَك فقط في ما هو مفيد. وألَّا تدخلي في معارك وهمية مرهِقة. وتَطَلَّعي دائمًا لأهدافك من وراء الكلام أو عرض الأفكار، وليس لمجرد العرض فقط.
إذا طبقتِ تلك النقاط البسيطة -عزيزتي-، ستختفي حتمًا مشكلةُ عدم فهم الآخرين لك بإذن الله. وستزداد قدرتك على التعبير، وفّقنا الله وإياكِ إلى استخدامِ أفكارنا وألسنتِنا في ما يفيدُنا ويفيدُ المجتمع.