تحليلات سياسية

هل من مبادرة عربية للحل في سورية ؟!

خاص 

هل من مبادرة عربية للحل في سورية ؟!… ماذا يجري بين الدول العربية بخصوص سورية ؟؟ أمين عام جامعة الدول العربية يزور بغداد فيسمعه وزير خارجية العراق موقف بلاده بضرورة عودة سورية إلى الجامعة العربية و الفعالية العربية . وها هو وزير الخارجية الروسي لافروف يزور القاهرة للتوسط بقضية سد النهضة فنجد وزير الخارجية المصري يكشف أن البحث تناول أهمية إستعادة سورية لدورها العربي مع تشديد لافروف على ضرورة عودة سورية إلى مقعدها في الجامعة العربية … فهل تتحرك الدول العربية لدور فاعل في الوصول إلى حل وطني للقضية السورية ؟؟

سبق كل ذلك تصريح وزير الخارجية الإماراتي، قبل شهر، حول ضرورة ( عودة سورية إلى محيطها العربي) . ثم جاءت مباحثات لافروف في قطر ووصوله إلى تفاهم معها حول ضرورة الإسهام في مساعدة السوريين . وقبل أيام جاء ممثل الرئيس بوتين إلى دمشق  قادماً من السعودية ليبحث مع القيادة السورية سبل تجاوز مفاعيل الحصار الإقتصادي الغربي على الشعب السوري، وكان واضحاً أن لافرنتييف قد بحث هذه الأمور مع المملكة ضمن التوجه لتفعيل دورها تجاه سورية .ثم سمعنا من أحد الدبلوماسيين العرب، الذين عملوا مع المبعوث الدولي، يقترح على الدول العربية ضرورة التقدم بمبادرة عربية تقرب بين الروس من جهة و بين أميركا من جهة أخرى لتسهيل الحل في سورية، مع التأكيد أنه لا بد للعرب من القيام بدور ينهي معاناة السوريين، لأن أزمة سورية هي أزمة للمنطقة العربية كلها .

و كي يكون الدور العربي مجدياً و فاعلاً، يحتاج إلى أمرين: عربي  وسوري .. من الجهة العربية، لا بد أن تقوم مبادرتهم على أسس الواقع والحقائق القائمة والمتمثلة بوجود الإحتلالات الأجنبية، الأميركي والتركي و الإسرائيلي التي تعيق أي حل، و تتسبب في معاناة السوريين في المناطق، وهي نفسها – الاحتلالات – من يتحكم بالمعارضة السورية المتبقية ومحاولة إمرار حلول تناسب مصالحها . وإضافة لاحترام الوقائع، فإن على العرب الإبتعاد عن النغمة الأبوية الموجهة التي تتسم بها معظم خطابات المسؤولين العرب تجاه القضية السورية . وبدل هذه الأبوية العربية، فليس للعرب إلا إحترام سورية كفاعلية حضارية سياسية واجتماعية صاحبة قرار , وكحكومة أستطاعت كسر القوة الأساسية للإرهاب، والحفاظ على مؤسسات الدولة، ولو بحدودها الدنيا ، مع الإقرار بأنها تحتاج للكثير من الإصلاح و الإرتقاء الشامل سياسياً و إقتصادياً..

أما الدور المطلوب من سورية في إنجاح أي مبادرة عربية، في حال طرحها، أن يلاقيها السوريون بالتفاعل الناظر للمستقبل، والمتجاوز لصفحات الماضي، بكل ما فيها من مآسي و آلام . لأن خروج شعبها من معاناته وعبوره إلى المستقبل والحياة الطبيعية الشاملة  سياسياً و اقتصادياً و اجتماعياً وثقافياً أهم من ترداد وإستذكار الماضي، والتمترس خلف إدانة هذا أو ذاك. أي أنه على سورية في ملاقاتها للمبادرة العربية أن تتجاوز آلام وجروح و إرتكابات الماضي من العرب، والعبور إلى خطوات فاعلة تتطلع للمستقبل وتسعى للخروج من المعاناة السورية المتفاقمة .

هل سنرى مبادرة عربية حول سورية ؟؟ و هل ستتفاعل سورية معها ؟؟ هل ستعمل مبادرة (المشرق الجديد) على ضم سورية باعتبارها مركز هذا المشرق ؟؟ و هل ستعيد الجامعة العربية سورية إلى دورها وفاعليتها كقوة عربية تساهم في إستقرار المنطقة العربية ؟؟ و هل انتبه العرب لما يحيط بهم من أخطار تستلزم مبادرة تجمعهم و تفعل دورهم ؟؟ و هل سنرى فعلاً عربياً يفعل ؟؟؟

 

بوابة الشرق الأوسط الجديدة

 

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى