
‘هنا القاهرة’ رواية المكان…. إبراهيم عبدالمجيد يروي قصة العاصمة المصرية في فترة ما بعد حرب أكتوبر، حيث يركز على وصف المكان وتوترات اجتماعية واقتصادية كانت تسود المدينة.
في روايته “هنا القاهرة”، يحلق بنا ابراهيم عبدالمجيد نحو عوالم مدينة القاهرة. نحو قاهرة حزينة تحيط بها التوترات نحو قاهرة ما بعد حرب اكتوبر والمظاهرات نتيجة للأوضاع الاقتصادية.
شخصيات الرواية متعددة ولكل شخصية مكانتها المستقلة عن الاخرى. ومنها الشخصية الرئيسية صابر سعيد الاديب والناقد الأديب الذي تخرج من الاسكندرية وجاء للقاهرة قادما ً من دمياط صاحبة الصيت الغني في الأخشاب والأسماك. لكي يشغل وظيفة في هيئة الثقافة الجماهيرية. حيث يقابل سعيد صابر الذي يظل رفيقه طِيلة أحداث الراوية حين تتشابك وتتعقد حتی الانفكاك. يدخل صابر الحزب الشيوعي اليساري، يقبض عليه مرة، يفرج عنه، كاد أن يقع مرة اخري في يد من لا يرحم وقتها.
الملاحظ من هذا العمل أن عنصر المكان هو الطاغي على الرواية وليس الزمان. ما يعطي للقارئ وصفا دقيقا عن القاهرة في تلك الفترة. وصف لشوارعها وحاراتها ودور السينما أيضا. بل والأفلام التي كانت تعرض في فترة السبعينيات آنذاك وهذا أجمل ما في الرواية. حيث ركز الكاتب على المكان أكثر من تركيزه على الزمان أو الشخصيات وأدوارها في الرواية لدرجة تجعل القارئ يشعر بأن إبراهيم عبدالمجيد أديب متيم بحكاية المكان، فأنت كقارئ وأثناء سفرك عبر سطور الرواية تجد المكان هو السمة الرئيسة والعنصر الأهم في الرواية.
أسلوب السرد جميل ورائع يتسم بالبساطة البعيدة عن أي مبالغة أو اصطناع. وهذا ما عودنا عليه الأديب في جميع أعماله الروائية، أجمل ما في هذا العمل هي حكاية “صابر سعيد وسعيد صابر”، والصداقة التي جمعتهما في القاهرة أيضا. لدرجة يشعر القارئ بمدى عمق وقوة العلاقة ما يضفي لمسة روحانية جميلة على للعمل.
ميدل إيست أونلاين