وأنا أبحث عن المذيع الناجح ..

 

 

 

 

 

خاص باب الشرق :

كنت أتوقع، أن صوتي”غير الخارق”، كان كافياً، لكي أصبح مذيعة. فإذا بي أكتشف أنه ليس بخامة الصوت وحدها يصبح أحدنا مذيعاً. ووظيفة المذيع تصنف من أهم الوظائف – جميل هذا التوصيف – والأكيد أنه لم يأت من فراغ، فلا ضير من القول إذن، إن التلفزيون أو ما يعرف بالشاشة الصغيرة، يعتبر حتى اللحظة من المنابر الجاذبة لشخص باحث أو لاهث عن الشهرة.

نقطة نظام هنا!

التلفزيون منذ أعوام، وهو يقرُّ “بخجل” تراجعه خطوات كبيرة إلى الوراء على حساب تقدم واضح للتكنولوجيا الحديثة وظهور متشعب لوسائل التواصل الاجتماعي من فيسبوك، وفيس بووك، وسناب شات، وتويتر، ويوتويب، والقائمة تطول..

رغم كل هذا، التلفزيون حجز موقعاً، كمنبر إعلامي، وصاحب تأثير مباشر على الناس، والدليل، هو انشغال الناس به. بل يتسمر الكثيرون أمامه في موسم الدراما الرمضانية، حيث تتهافت شركات الإنتاج على كسب رضاهم، لعرض إنتاجها من مسلسلات وبرامج النجوم التي تأخذ صفة التسلية ..

سقنا الموسم الرمضاني هنا، كوننا على مقربة من هلّة شهر رمضان  المباركة، ولان الحال كهذه، فإن حلم الكثيرين يتمحور في الدخول إلى عالم التلفزيون، عالم لا نذيع سراً عندما نقول إن له أدوات متنوعة في الوصول ومنها المواد التي تقدم ، وعنصرها الرئيسي (المذيع)، وله أدوار مختلفة، فهناك مذيع أخبار، وهناك مقدم برامج ترفيهية، ومقدم برامج حوارية..  والسؤال بالنسبة لي فرض نفسه: هل أنت ترغبين بأن تصبحي مذيعة تلفزيونية تظهر بانتظام على الشاشة لتقدم ماعندها، وتزور في دقائق قليلة بيوت المشاهدين يومياً، هل تبحثين عن الكيفية التي يمكنني خلالها أن أصبح مذيعة في إحدى القنوات، بحثت في تجارب الآخرين تباعا، فإذا أنا أمام نتائج هامة.

قد يقول قائل.. إن الطريقة الأولى للوصول إلى أي مركز نريده يكون بالدراسة، هذه العبارة الآنفة الذكر ليست – آية قرأنية أو أية في الأناجيل الأربعة – بمعنى أدق ليست نصا مثبتا غير قابل للتشكيك كما هو الحال في النقاش عن الدين والعلم ، أي بين نص ثابت وعلم مشكك يبحث عن الحقيقة ..

في حالتي، حالة مذيع التلفزيون، معطيات كثيرة، فلو وسعنا عدسة المجهر نرى مذيعين ومقدمي البرامج لديهم تخصصات جامعية مختلفة، ومنهم من لم يستكمل المرحلة الجامعة، ولم يحصل على مؤهل علمي عال، بل أن بعضهم دخل المجال بالصدفة وهناك من نجح ومن فشل.

ومع ذلك، علينا أن نسأل: كيف يصبح راغبٌ ما مذيعاً ناجحاً أو مقدم برامج نوعياً، هناك تفصيلات تفيدنا فيها تجارب الآخرين، ولا بد من الحديث عن مجموعة “مهارات” يجب أن تتوافر أو يمتلكها من يخوض في هذا المجال، فلو أن طموحك أن تصبح “مذيعاً” لا تفكر أبدا أن المذيع مجرد شخص يحفظ ويردد ما هو مكتوب، “ببغاءً” وينتظر المعد ليلقنه بالحرف ماذا يقول (!!!) بل إنه نتاج خبرات و معلومات بالإضافة لأحاسيس في صوته، كما يتوقف نجاح أيّ مذيع بالدرجة الأولى على التحضير المتمكّن الذي يظهر صورة العمل بشكل مختلِف ومؤثّر.

من هنا يقول الدارسون إن للتحضير الناجح في العمل الإعلامي أساسياتٍ يرتكز عليها، منها إيمان المذيع بأهمية التحضير؛ فدون تحضير لن ترتقي الحلقة التي يقدمها إلى المستوى المطلوب، وتسلُّح المذيع بثقافة واسعة وإلمامُه بمختلِف المجالات المتصلة بعمله، كذلك إدراك المذيع لقاعدة التحضير المستمر لمحتوى الحلقة والأسئلة والتعرف على الضيف وإلى أي نوع ينتمي (ثرثري، كتوم، لا يعطي معلومات، يجاوب على السؤال بسؤال، وغيرها) والعمل قدر المستطاع على “كسر الجليد” مع الضيف، فالمذيع الناجح، هو من يستعد جيداً لما سيقدمه للجمهور ولا يترك شيئاً للصدفة، وأرضية ذلك أن يكون ذا ثقافة واسعة ومواكب لآخر المستجدات، صاحب إطلالة مقبولة، – فالكاميرا لا ترحم –  ليست بالضرورة أن يكون وسيماً ، كعارض أزياء، ، واثقاً من نفسه، متمكناً من اللغة العربية، والبديهة لديه سريعة، قادرة على تجاوز المواقف الحرجة .

قالها ذات مناسبة ، المؤلف الأمريكي – مُطوّر دروس تحسين الذات- ديل كارنيجي: إن المذيع الناجح عليه بالتحضير الذي يعني التفكيرَ والاستنتاج والتذكر واختيار ما يعجبك وصقله وجمعه في وحدة فنية من صنعك الخاص…

ألا تلاحظون أن هذه الخاصية، توضح الفرضية التي طرحتها في البداية: ليس بخامة الصوت وحدها يصبح أحدنا مذيعاً!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى