أنسام صيفية

وثنية جديدة

وثنية…

مادام الخالق واحداً كما في الأديان السماوية الثلاثة فلماذا يتخاصم أتباعها ؟.. و بالتالي لماذا تتحول هذه الخصومات أحياناً إلى صراعات دموية ؟ أود أن أسأل اليهود والمسيحيين والمسلمين هذا السؤال وأنا أرى ظاهرة التعصب ما تزال حاضرة ، و قد لا يغيب عنها العنف طويلاً في عدد من الأقطار الإسلامية كما لدى منظمة ” داعش ” كما حدث في ” الموصل ” مثلاً منذ حين مما أدى إلى هجرة العراقيين المسيحيين من بلدهم ، فما هو تفسير ظاهرة التعصف المخيفة و العجيبة بين أتباع ديانات تدعو جميعها إلى الإيمان بإله واحد ؟!

طرحت سؤالي هذا في أكثر من مناسبة وكان الجواب من المتعصبين المتشددين لا يختلف في معناه الأعمق عن أجوبة الطائفة الأخرى فاليهودي كان يقول : إن اليهود هم شعب الله المختار والمسيحي بأن المسيح هو إبن الله ، والمسلم يقول بأن محمد صلى الله عليه وسلم هو خاتم الأنبياء المرسلين وكان الجميع وهم يؤكدون عقيدة واحدة حين يعبرون في الوقت نفسه عن نزعة إحتكارية لله الواحد الأحد وبهذا التعصب الإحتكاري يفضل جماعته على أتباع الديانات الأخرى فما هو الحل إذن لهذا الإشكال ؟!

يبدو لنا أن لا حل لهذه المعضلة إلا في ترك الأمور لله وحده في إتخاذ قراره يوم الحساب من دون أي تدخل مسبق من عباده ” المخلصين ” – بين قوسين – إذ هم يثيرون الشك في واحدنيتهم بأن الله الذي يعبدونه مختلف عن الإله الذي يعبده الآخرون فتلك العقيدة أشبه بوثنية تعددية جديدة و لكن بإسم آخر وقاكم الله منها !!.

بوابة الشرق الأوسط الجديدة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى