شرفاتكتاب الموقع

وجهي لايصلح للتمثيل .. ديانا جبور رأيها معاكس!

عماد نداف

يحملُ وجهي ملامحَ حزنٍ وبؤسٍ لا أعرفُ من أين جاءتني، (فالحياة رغيدة وهادئة والحمد لله) منذ أن ولدت عام 1956، عندما وقع العدوان الثلاثي على مصر، وإلى الآن حيث نترقب الزلزال الكبير الذي سيقلب الأرض فينا، في وقت نتمنى فيه اقتناء بصلة يابسة في البيت، ونسخن رغيف خبز على مدفأة!

أنا سعيد والحمد لله، سعيد جداَ إلى الدرجة التي نظرت فيها أمس في المرآة، فتذكرت تلك الفكرة التي طرحتها علي صديقتنا الكاتبة ديانا جبور مازحة ذات يوم، وقالت لي إن وجهك يصلح للتمثيل، فما رأيك بدور في الدراما؟

هذا يعني أنه يمكن أن أصير نجماً ، وبالطبع ضحكت لأني أعرف أن التمثيل ليس مهنتي، لذلك سأرسم لكم ملامح وجهي بالكلمات، كيف كانت وكيف تغيرت:

وجهي كان مدوراً أبيضَ طفولياً، لكنه تطاول في الفترة الأخيرة، وكأنه يريد أن يشكل وجه ذئب. وعيناي تذهبان في تدرج لوني بين الأخضر والأزرق، والآن أشعر أنهما تشبهان عيون القطط الشرسة المشردة في الشوارع الباردة بحثاً عن الطعام.

أما حاجباي فقد شرعا برسمِ قفل فوق عيني منذ كنت صغيراً، وكانا يكشفان رد فعلي عندما أغضب، واليوم استكملا القفل إلى الدرجة التي أشعر فيها أن الله رد علي مزاحي مع الفنان الراحل عبد الرحمن آله رشي، الذي كان يمشط حاجبيه بمشط كبير أسود ..

وجهي لايصلح للتمثيل أبداً مع احترامي لرؤية الصديقة ديانا في انتقاء الممثل لأعمال السينما والتلفزيون.. هكذا أعتقد بغض النظر عن حلمي الذي تمنيت فيه ذات يوم أن أكون عازف ناي مشهور في بلدي!

الذي حصل خلال متابعتي لشخصيات الموسم الدرامي التي تعرضها الشاشة الفضية، أنني وجدت ملامح وجهي الذي رسمته قبل قليل في مجموع ملامح تلك الشخصيات التي لاتنبئ عن خير قادم في مساراتها الدرامية.

رأيت عبوس وجهي في تعابير الفنان الدمث اللطيف فراس ابراهيم، وهو يتحول في الشخصية التي يلعبها إلى قاتل وجلاد وجشع في (حارة القبة)، ورأيت وجهي في ملامح الفنان الكبير عباس النوري المعروف بوسامته وهي يقارع خالد القيش في مجزرة الطمع الكبرى التي لم تنته على خير، ورأيته في بؤس الكثير من الوجوه التي مرت في الأعمال التي شاهدتها.

وجهي الذئبي يتطاول مع لوني عيني ليشابه وجه النجم تيم حسن في (عاصي الزند) الذي سيظل يقاوم الظلم إلى نهاية الحكاية الذي يسردها المسلسل للمشاهد !

أما حاجباي، فقد ظهرا في الوجه الوسيم لباسم ياخور، وهو يؤدي دور (العربجي) الذي يحمل مأساة القهر الاجتماعي والوفاء والأسى في كل سياقاته.

وظهر وجهي أيضا في وجه المحبوب خالد القيش في دوره في حارة القبة وهو يطالب بحقه، فيحوله الحق إلى مشبوه، وتحوله الأحداث إلى طرف في معركة لم يتوقعها .

والغريب أن كل ذلك الذي جمعته من ملامحي وجدته وقد تجمع أيضاً في وجه ممثلة الأدوار الصعبة (أمل عرفة) التي صنعت نموذجاً مقهوراً في الحارة نفسها لايمكن إظهاره إلا من قبل فنانة معجزة.

ومع ذلك ، فقناعتي لم تهتز، بأنني لا يمكن أن أكون ممثلاً، وبصريح العبارة فإن كل ما رأيناه على الشاشة ، لم يكن تمثيلاً ، وإنما هو الواقع وهو يتجلى في الفن، والذي لا نريد له هذا التجلي …

نريد لملامح وجوهنا أن تتغير فترسم شيئا أجمل ليصبح التجلي أجمل !

 

بوابة الشرق الاوسط الجديدة

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى