وداعا يا سوريا
كلما حاولت تأجيل الكتابة عن سوريا ” الوطن ” و هو يتغير من حال إلى حال أجدني مأخوذا بحدث مريع جديد يدفعني دفعا إلى العودة للحديث الموجع نفسه حين شاهدت الصور المريعة التي نشرتها أجهزة الإنترنت مؤخرا عن الحريق الهائل الذي نشب في أدغال المنطقة الساحلية بين مصياف وساحل البحر، وأوجع ما ألمني في تلك الصور المخيفة أن النار التي كانت تأكل الأشجار بضراوة لا تحظى سماؤها بالطائرات التي تسرع عادة في البلاد المتقدمة إلى رشّ الماء على حرائق الغابات حين كانت هذه النار في غابات مصياف تتألق و تلتهب و تلتهم من دون أن يزعجها أحد.
ماذا يحدث في “سوريا” كما قلنا في مقالة سابقة حين تحدثنا عن الخراب الإجتماعي و السياسي و الأقتصادي فيها حتى لكأن هناك طمعا دوليا مشتركاً من أكثر من دولة حتى لبنان المسكين الذي أريع مؤخرا بإنفجار فظيع في مرفأ بيروت في حادث تخريبي يتهم فيه الأن أكثر من مرجع . لقد تحول لبنان إلى ساحة حرب بين النظام الحاكم و ما تبقى في لبنان من سكان لم يهاجروا بعد …حدث خارق أذكره لأنه مؤثر على الحياة في ” سوريا”.
لا سبيل كما يبدو إلى كشف الغطاء عن الأحداث التي تهدد سوريا بتمزيق آخر قد يلغي اسمها العريق تاريخياً.
أخشى ما أخشاه أن نقول يوماً وداعا لهذا الإسم الحبيب الذي يوشك أن يختفي كي تحل مكانه أسماء دول لا نؤمن بها و لا نعرفها كلها حتى الآن .