يا له من عيد !
يا له من عيد… ها هي أسرتي تحتفل برأس السنة عيدا فيحتشدون حول المائدة لتناول الطعام الذي قضوا نهارا كاملاً في إعداده ثم ينهضون ليرقصوا و يغنوا إلى ساعات الفجر الاولى و أنا جالس وحدي لا قدرة لي على الحركة بعد الصدمة القاتلة التي أصبت بها حين سقطت من مكان عال إلى أسفل فتمزقت ساقي اليسرى و ما أزال أعاني
كنت وحدي إذن أستقبل العام الجديد بأوجاعي و الجميع يرقصون و يغنون و يصفقون و يفرحون أن عاماً جديداً قد بدأ و ياله من فرح عجيب أن عاما مضى من حياتنا وإننا صرنا أقرب إلى الرحيل عن هذه الدنيا الظالمة…فماذا يقال حقاً في حفل عجيب كهذا أن عمر الواحد منا قد زاد ثقلاً و رعباً و اقتراباً من الموت ..فأي فرح هذا و أي عيد لا يعني في حقيقته معنى سوى أننا صرنا أقرب إلى الموت …
أهذه مناسبة مفرحة حقاً ؟!.. أم أن الانسان يتغاضى عن كل هذه المعاني المخيفة ليس في بلادنا فحسب بل في العالم أجمع …
سقيا للأيام التي مضت وضاعت وتحولت إلى متاعب وكوارث جديدة مثل الحرائق الكبرى التي كادت تودي بولاية أميركية كاملة في عز الشتاء في الولايات المتحدة وعلى سكانها أن يحتفلوا بما حدث كأنه عيد من الأعياد…
و هنا في بلادنا لم تحدث حرائق فظيعة فيها مع مقدم السنة الجديدة لكن الغلاء والفقر والظلم المتبادل بين السلطات العربية و بين مواطنيها …
ياله من عام جديد وموت جديد يترقبنا على الأبواب التي فتحت لشقاء جديد إسمه : عيد رأس السنة …!.