ينبوع الشباب الدائم
ترجمة عن الكاتب الأميريكي صمويل أولمان
ليس الشباب زمناً محدداً و إنما هو مشاعر في العزيمة و الخيال و نشاط في العواطف و إيثار الشجاعة على التخوف و سيطرة المغامرة على حب الكسل .
لا يهرم أحد لأنه أوغل في الحياة و إنما يهرم الناس حين يتخلون عن مثلهم العليا ، و توالي السنين يخضن الجلد وترك الحماسة يغضن الروح ، و القلق و الشك و عجز الإنسان عن الإيمان بقدرته .. هذه هي السنوات المديدة التي تحني الرأس وتجعل الروح التي تتكلم أشبه بسراب خافت لا يدوم …
و مهما عاش الإنسان في السبعين أم في السادسة عشرة فإن قلبه لا يخلو من الحب العجيب الرائع و من دهشة حلوة تساير النجوم و ما يشبهها من الأشياء و الأفكار و من رغبة في معرفة العيوب و فهم بشاشة الحياة المرحة .
و أنت شاب بقدر ما أوتيت من إيمان و هرم بقدر ما منيت به من شك ، و يافع بمقدار ثقتك بنفسك و كهل بمقدار وجلك و متى بحسب قلبك و شيخ بحسب بأسك و ما دام قلبك يتلقى رسالات الجمال و البشر و الشجاعة و الجلال و القوة من الأرض و من الإنسان فأنت شاب .
و متى ضاعت الأسباب التي تربطك بالحياة و طمرت حبة قلبك ثلوج التشاءم و الشك و قلة المبالاة فقد شخت حقا و عليك رحمة الله …